.
الديدان الطبية الأكثر شيوعاً التي ذات ولع بالجلد، ويترافق مع مظاهر جلدية هي:
الديدان المدورة الخيطية (الحبلياتNematode ):
الأكسيورة ( Oxyriusالحرقص) الفتاكة الأميركية ـ الملقوات العفجية "Strongyloides " واليرقة الهاجرة.
الديدان المدورة النسجية: النحيطيات ـ اللوالوا ودودة المدينة.
الشريطيات" Cestoda"
الشريطية الوحيدة والمشوكة الحبيبية.
المثقوبات "Trematoda "
المنشقات الحشوية والمنشقات الجلدية
المظاهر الجلدية للديدان الخيطية
الديدان المعوية
(Enterobiasis)
الديدان الخيطية ـ الديدان الدبوسية " Entrobius Vermicularis "
الديدان الدبوسية هي أشيع الديدان البشرية وتصيب عادة الأطفال. العدوى ينجم عن ابتلاع الطعام أو الشراب الملوث ببيوض الطفيليات أو عبر الأصابع الملوثة.
كامل الديدان وانوعها ..وطفيليات ..وكيفية
الشكل رقم 153: بيض الديدان المعوية
(Entrobius Vermicularis)
تنضج البيوض في المستقيم حيث بعد أسبوعين تفقس البيوض وتهاجر الأنثى خارج الشرج خاصة ليلاً لتضع بيوضاً أكثر فأكثر.
أثناء الهجرة تسبب حكة شديدة حيث تحمل البيوض تحت الأظافر أثناء الحك أو على الأصابع وتلك من الطرق الرئيسية لعودة العدوى.
طرق العدوى:
بيوض الديدان المحمولة على أظافر اليدين الملوثة أثناء حك الناحية الشرجية يشكل أهم وسيلة للعدوى.
الغبار الملوث حيث قد تعيش البيوض فيه حتى 13 يوم.
المظاهر السريرية:
المظاهر الجلدية:
تسحج الجلد والآفات الشروية.
الحكة الليلية، شرجية، مهبلية وعجانية ليلاً قد تكون شديدة تحدث نوماً مضطرباً وهياجاً.
الحمامي العجانية والانتان الثانوي والبوال الليلي.
حكة فرجية تخريشية وافرازات مخاطية.
المظاهر العامة :
التهاب البريتون والتهاب الملحقات هي اختلاطات نادرة.
الأعراض الأخرى كالهياج والقلق الليلي والسلس البولي.
التشخيص:
الحكة العجانية وإظهار الديدان في البراز.
وضع لاصق شفاف على الناحية العجانية أفضل صباحاً ثم تزال وتوضع على شريحة زجاجية وتفحص بالمجهر الضوئي بقوة صغيرة قد تبدي البيوض.
طرق المعالجة:
الطرق العامة:
النظافة العامة، يجب على الطفل أن يتعلم غسل يديه مباشرة بعد الخروج من المرحاض وقبل الطعام.
يجب المحافظة على الأظافر قصيرة.
النظافة العامة للأغطية السريرية والمراحيض والبيوت للقضاء على البيوض.
بديل الملابس الداخلية وأغطية الفراش.
غلي الثياب المتوقع إصابتها وكذلك الأغطية على الأقل أثناء المعالجة.
تهوية غرفة النوم وكنسها وتنظيفها باستمرار خاصة إذا كانت الأرض مغطاة بالسجاد.
المعالجة النوعية:
سترات الببرازين (Antepar) هو الدواء المختار.
يعطى جرعة يومية واحدة من 65 ملغ/كغ أو جرعة مفردة كبيرة (لا تتجاوز 2500 ملغ)، ويؤخذ قبل الفطور بساعة واحدة ممزوجاً مع ملين مثل (السنامكة) لمدة ثمانية أيام متتالية. الدواء آمن لكنه يجب عدم إعطاءه في حالات القصور الكلوي أو حالات الصرع غير المسيطر عليها.
ببيرازين 100 ملغ/كغ و(بيرانتال باموت Pyrental pamoate; 10) ملغ/كغ فعال أيضاً.
ميباندازول: (Mebendazole) دواء فعال يعطى بجرعة واحدة 100 ملغ. في حالة عودة الانتان يمكن تكراره بعد أسبوعين بإعطاء 100 ملغ ميبندازول مرتين يومياً لمدة 3 أيام متتالية.
بيريفيوم باموات:(Pyrivium pamoate) يعطى بجرعة وحيدة 5 ملغ / كغ . يمكن تكرارها بعد أسبوع ويجب الملاحظة أن البراز خلال المعالجة يصبح أحمر فاتح .
الثيابندازول: (Thiabendazole) الجرعة 25ملغ/ كغ بجرعتين متساويتين ليوم واحد يمكن تكرارها بعد أسبوع.
مضادات الهيستامين (شراب) يمكن استخدامه لمعالجة الهرش ويمكن زيادة الجرعة بالليل حتى تساعد المصاب على النوم.
الحكة المقلقة الشديدة قد تحتاج إلى الستيرويدات (كريم) موضعياً يمكن استخدامها إذا كانت الحكة شديدة ومستمرة
الديدان التنينية
كامل الديدان وانوعها ..وطفيليات ..وكيفية العلاج:
ديدان المدينية
Dracunculosis
هي التهاب مزمن ينجم عن ديدان تسمى ديدان غينيا، أو دودة المدينة.
هي ديدان خيطية حيث الأنثى قد تصل إلى طول أكثر من متر واحد. يحدث المرض في الهند، غرب أفريقيا وشرق وسط أفريقيا، منطقة الخليج، اليمن، إيران وباكستان وغرب المحيط الهادي.
يحدث العدوى بشرب ماء ملوث بالقشرانيات الصغيرة التابعة لجنس الـ"Cyclops" براغيث الماء. الأنثى البالغة تنضج خلال فترة سنة في الإنسان وتفرز اليرقات عبر آفة جلدية متقرحة، آلاف اليرقات تنتج ـ خاصة عندما تصبح المنطقة المتقرحة على تماس مع الماء التي يمكن أن تبقى من 3 ـ 4 أيام وتتطور أكثر في براغيث الماء.
طرق العدوى:
إصابة الإنسان تتلو شرب ماء من البرك والآبار الملوثة والحاوية على أنواع براغيث الماء المصابة. تتحرر اليرقات وتثقب الأمعاء والنضج الإضافي يحدث في المسافة خلف البريتون أو أماكن أخرى حيث يحصل التزاوج( Mating ) بعد 3 أشهر والذكور تموت بعد ذلك. الإناث تنمو وتهاجر نحو الأسفل عادة إلى الأطراف السفلية وتثقب الجلد في الساق. عندما تغطس الساق في الماء، يظهر سائل حليبي مليء باليرقات، وبعد قذفها كلها فإن اليرقات تكمل دورة حياتها هناك.
المظاهر السريرية:
المظاهر البنوية:
هي خفيفة عادة وتبدأ عندما تبدأ اليرقات بالهجرة إلى الجلد.
المظاهر العامة:
هي حمى خفيفة ـ صداع ـ دعث واضطرابات معدية معوية.
المظاهر الجلدية:
آفات الجلد هي بشكل حطاطة أو تقرح في موقع الدودة تحت الجلد.
ثم تصبح حويصلة، وفقاعة كبيرة قد تتقرح، وقد يلاحظ رأس الدودة في القرحة بشكل خيط لولبي /حلزوني الشكل/.
الشري المعمم والحكة الخفيفة. كل المظاهر العامة قد تغيب بعد تقرح الجلد وبدء الدودة بطرح يرقاتها.
الانتان الجرثومي الثانوي للقرحة مخرب أكثر للنسج.
المعالجة:
تأمين الماء النظيف للشرب.
تنظيف وتعقيم الآبار من براغيث الماء"Cyclops" .
غلي المـاء في المناطـق الموبوءة قد يقتل براغيث الماء
المعالجة النوعية:
المعالجة المختارة هي حقن الفينوثيازين (Phenothiazine)في زيت الزيتون عادة تقتل الديدان.
يجب الحذر الشديد لكي لاتسحب الدودة بشكل قوي حتى لاتحدث انفصال غير مطلوب للدودة تاركاً جزءاً باقياً في النسيج تحت الجلد.
بنزيميدازول فموي مثل المترونيدازول (Benzomidazole, Metronidazole) يعطى يومياً لمدة أسبوع، يمكنه قتل الدودة التي يمكن استخراجها من الجلد بلطف.
الطرق التقليديه للعلاج:
"بعض المواطنين في المناطق الموبوءة لديهم طرقهـم الخاصة للتخلص من الدودة". حالما يصبح جزء من الدودة ظاهراً من خلال سطح الجلد فإن الساق المصاب يغطس في ماء لفترة معينة إذ تمد الدودة جسمها بعد ذلك أكثر في الماء الموجود.
المريض لديه خبرة لسحبها بلطف ولفها على عود، ويكرر هذه العملية يومياً بحذر وبانتباه شديد وصبر حتى يتم نزع الدودة كاملة.
الداء الأميبي
هو مرض شائع جداً يحدثه الأميبا الحالة للنسج. المرض مستوطن في كل الأجزاء الحارة والدافئة من العالم مع ذات المستوي المعيشي المنخفض والحالة الصحية المنخفضة.
الإنذار خطير في الحالات المهملة عند الرضع.
المظاهر السريرية:
الزحار الأميبي:
يحدث بسبب غزو النواشط المخاطية الأمعاء الغليظة.
الآفات الإنتقالية:
هي آفات نازفة بسبب عبور النواشط الزحارية من الأمعاء إلى المجري الدموي مسببة خراجات انتقالية خاصة في الكبد.
الأعراض الجلدية:
تبدأ معظم الآعراض بشكل خراجات عميقة، تتمزق وتشكل تقرحات مع حواف متمسكة حبلية الشكل مرتفعة متميزة محاطة بهالة حمامية وقاعدة القرحة مغطاة بنسيج نخزي وقيح مخاطي توجد فيه الأميبات.
الداء الأميبي الجلدي يحدث عندما تهرب الأميبات الغازية من الأمعاء إلى الجلد خاصة على الجلد والبطن والأعضاء التناسلية الظاهرة والأرداف. يمكن لداء الأميبا الجلدي أن ينتشر بسرعة شديدة وقد ينتهي بالموت. لذلك فإن التشخيص الباكر والمعالجة الباكر مهمة.
آفة مفردة قد تشخص خطأ على أنها ورم بشروي سليم أو تدرن أو التهاب الجلد الثؤلولي.
أعراض الأغشية المخاطية:
قد تصاب الأغشية المخاطية عندما تنغرس الأميبات في الأغشية المخاطية وأكثر الأماكن إصابة هي مخاطية المهبل، عنق الرحم، وحشفة القضيب ونادراً مايصاب الفم.
التشخيص:
1ـ فحص المادة الطازجة المأخوذة من الآفة الجلدية تظهر بانتظام الاميبيات. ويجب ملاحظة إن تؤخذ المسحات من حواف القرحة بعيداً عن النسيج النخزي.
وتفحص مباشرة تحت المجهر الضوئي.
إظهار النواسط المتحركة الحاوية على كريات دم حمراء هو تاكيد للتشخيص.
ـ الاختبارات المصلية:
مفيدة في المسح خاصة أطفال المدارس. فحوصات براز متتالية يجب أن تجري.
المعالجة:
الميترونيدازول (Metronidazole) : جرعة البالغين المنصوص عليها هي 800 ملغ فموياً ثلاث مرات يومياً لمدة 10 أيام.
قد يشارك هذا الدواء مع الديلوكسانيد فيوريت (Diloxanide 500) ملغ 3 مرات يومياً أو يتبع بـ دي يودوهيدروكسي كينين: 650 ملغ ثلاث مرات يومياً لمدة 21 يوماً للقضاء على المتكيسات المعوية.
التنظيف الموضعي للقرحة الجلدية بالمطهرات قد تكون ضرورية.
الخراج الكبدي يحتاج لتفجير، ويجري بأمان أكثر بواسطة البزل بالإبرة.
المعالجة الفعالة تتبع عادة بالشفاء الكامل للآفة الجلدية بدون حاجة للمعالجة التجميلية.
كامل الديدان وانوعها ..وطفيليات ..وكيفيةكامل الديدان وانوعها ..وطفيليات .
البلهارسيا
Bilharziasis
داء المنشقات هو مرض جهازي خطير، يحدث بعدة أنواع.
المنشقات الدموية (الفلوك الدموي) "Schistosoma or blood fluke ": الطفوح قد تحدث أثناء المرحلة الغازية في المرض بعد ثقب الجلد والأغشية المخاطية بالمذنبات (Cercaria) . الجلد يكون نافذاً للمذنبات وأخيراً قد يوجد إصابة جلدية في أو قرب السطوح المخاطية الجلدية وأقل شيوعاً بشكل أبعد على الجذع بعد انتشار البيوض.
المجموعة الثانية من المنشقات الغير إنسانية تسبب أعراضاً جلدية فقط.
(حكة السباحين) أو التهاب جلد بالمذنبات هو مثال عن هذا النوع.
أـ المظاهر الجلدية لداء البلهارسيا الجلدي : 1 ـ التهاب الجلد بالمنشقات
ينجم عن غـزو المذنبـات للجلد أثناء السباحة أو المشي في الماء .
الشكل رقم 155: ورم حبيبـي بلهارسي
الصورة السريرية:
حكة وحمامـي مؤقتـة عابرة بعد أن يغادر السباح الماء وتنقص بعد عدة ساعات لتعود ثانية.
اللطاخات الحمامية والحطاطات تظهر على المناطق التي غطست بالماء. الحالة قد تستمر لعدة أيام وبعدها غالباً مايتم الشفاء.
المعالجة:
الحالات الخفيفة لاتحتاج لمعالجة.
مضادات الهيستامين والستيرويد موضعياً قد يحتاج إليها لتخفيف الحكة.
فرك وتجفيف الجلد بالقماش قد يمنع الحكة.
2 ـ الارتكاسات الشروية:
في الأسابيع الأولى من المرض تحدث عادة بعد دخول المذنبات إلى الجلد، وقد تكون شديدة وتسمي أحياناً "الحمى الشروية".
3 ـ ورم حبيبي جانب المنطقة التناسلية والأقنية الناسورية:
قد تبدأ بأعراض خفيفة مثل حكة والاندفاع حمامي لطاخي أو حطاطي بسبب دخول المذنبات إلى الجلد من مصدر الماء الملوث. تزول الأعراض عادة بعد وقت قصير وبعد عدة سنوات المظاهر تكون شديدة بسبب إصابة الأعضاء الداخلية والجلد.
المظاهر الجلدية المتأخرة تكون بشكل شري ـ قرحات جلدية وورم حبيبي بالبلهارسيا على الأعضاء التناسـلية الظاهرة عادة مع تندبات تشـبه وردة القرنبيط"Cauliflower" وقد يظهر أيضاً نوع لويحي أو عقيدي قاس من الورم الحبيبي البلهارسـي على الجذع ويصبح متقشـراً ومصطفاً بشكل غامق.
4 ـ داء المنشقات الجلدية الهاجرة:
أماكن الهجرة لإدخال البيوض تظهر عادة أثناء هجرة الدودة عبر الضفيرة الوريدية جانب الفقرية.
إصابة الجلد قد تحدث إما كنتيجة للدخول الأولى للمذنبات الحية الحرة المائية أو في المراحل الأخيرة من الالتهاب التالي للوضع البعيد للدودة أو البيوض.
في داء البلهارسيا الجلدية الهاجرة قد تصبح البيوض مترسبه أو مركزة في الجلد وأماكن بعيدة أخرى مثل الملتحمة والجذع والرئتين والجهاز العصبي المركزي.
المنطقة حول السرة هي مكان شائع لكن المناطق الأخرى قد تصاب. في بعض الحالات الآفات تكون ذات توزع قطعي أو نطاقي الشكل (يشبه داء المنطقة).
المظاهر العامة للبلهارسيا الهاجرة:
الآفة البدئية هي حطاطة مكتنزة، رصاصية اللون متوهجة تصل لحجم 2 ـ 3 ملم الشكل لويحات مرتفعة قليلاً مع حواف غير منتظمة وسطح ذو حلمات.
الجلد فوق العقيدات القديمة تصبح مصطبغاً بشدة، ومتقشراً وقد يكون أخيراً بشكل متقرح، قد يحدث بقعة ناقصة الصباغ بعد الشفاء.
ب ـ المظاهر العامة للبلهارسيا:
حمى ـ برفرية ـ دعث ـ ألم مفصلي ـ مغص بطني ـ وإسهال.
ضخامة كبدية طحالية.
الأعراض تزول خلال حوالي 4 ـ 6 أسابيع.
ج ـ المظاهر الجهازية للبلهارسيا:
تشمع كبدي.
إصابة معوية.
إصابة المجاري البولية.
انتان الكلية والمثانة قد يؤدي إلى كارسينوما في المثانة.
قد يصاب القلب والجهاز العصبي المركزي والشبكية بالطفيلي وحيد الخلية.
معالجة البلهارسيا:
طرق الوقاية:
منع التماس مفرزات الإنسان مع الماء.
القضاء على القواقع في المياه.
الطرق النوعية:
ايمتيك تارتار (Tartar emetic ) أو الستيبوفين"Stibophen" ، التريوزان" Triostan" والاستيبان كلها أدوية متنوعة تستعمل في علاج البلهارسيا.
النيريدازول (Ambibhar) فعال أيضاً.
[COLOR=Sienna]
داء المشعرات (التريكوموناس)
Trichomonasis
المشعرات المهبلية هو مرض البالغين لكنه قد يصيب الاطفال نتيجة للالتهاب المباشر وغير المباشر.
يوجد هذا المرض في العالم ويصيب كل العروق والأجناس لكنه أكثر شيوعاً عند الزنوج رغم أن الانتان أكثر شيوعاً في العقد الثاني والثالث من العمر. الأعمار الصغيرة وحتى الرضع وبعض البالغين يحملون المرض دون ظهـور أعراض عليهم خاصـة بين الذكور. يمكن عزل الطفيلى من حوالي 15% من الذكـور المصابين بالتهاب الاحليل اللانوعي للمفرزات إذ قد تكون الإفـرازات في مجرى البول قليلة.
طرق العدوى:
العدوى المباشرة أثناء الجماع الجنسي.
العدوى غير المباشرة: الرضع والاطفال. الصغار قد يصابون بالالتهاب من الأبوين المصابين .
الحالة قد تترافق بشكل متكرر بالسيلان البني، أحياناً قد تحدث العدوى بالمشعرات بطريق غير جنسي.
الشكل رقم 156: عضويات التريكوموناس المهبلية
(المشعرات)
المظاهر السريرية:
يغزو الطفيلي المهبل والاحليل عند النساء مسبباً التهاب مهبل والتهاب فرج مع افرازات صفراء شاحبة كريهة الرائحة ـ رغوية. المشعرات تسبب عادة افرازات غزيرة مع احتقان مهبلية أو تخريش وتكرار البول.
رائحة الافرازات غالباً سيئة رغم أن هذا المظهر غير نوعي. في بعض الحالات يمكن ملاحظة فقاعات هوائية في الافرازات المخاطية المهبلية وسطوح عنق الرحم تصاب وأحياناً تغطي بالنزف النقطية. حرقان الفرج والحكة مع التهاب الجلد المحيط به من الأعراض الشائعة بينما انتان (غدد سكين أو بيرثولان) مع تشكل خراج، نادراً مايحدث.
عند الذكور تحدث الحالة مع التهاب الاحليل لانوعي في حتى 5% من الحالات وقد يحدث التهاب الحشفة. العامل المحرض قد يستوطن البروستات بدون أعراض.
المعالجة:
المعالـجة الأسـاسـية والمعياريـة هـي المترويندازول(Metronidazole 400 ) ملـغ/ يـوم لمـدة 5 أيـام.
الجرعة الوحيدة (أربع حبات 500 ملغ) يمكن أن تعطي بشـكل جرعـة وحيـدة وهي فعالـة أيضاً.
المغاطس البسيطة قد تفيد في إزالة الأعراض المهبلية 20 مل "Vinegar "إلى ليتر واحد من الماء الدافئ .
لاندفاع الزاحف
Creeping Eruption
هو اندفاع جلدي يحدث بشكل رئيسي بيرقات الديدان الشصية، الملقوات البرازيلية وبشكل أقل باليرقات الأخرى مثل الملقوات الكرانية، ذبابة الخيل أو يرقات الحبليات (Strongyloides) التي تنفذ عبر الجلد أثناء المشي حافياً خاصة عند الاطفال. الأماكن الأشيع إصابة هي القدمين والأرداف والأعضاء التناسلية واليدين الحالة شائعة في كل المناخات الدافئة.
طرق العدوى:
الدودة الخطافيه (Hook worms)البالغة تعيش في أمعاء الكلاب والقطط. البيوض التي تترسب في براز الحيوانات في الظروف الجيدة والملائمة في المناطق الدافئة الرطبة الرملية الظليلة تفقس البيوض وتتحول إلى يرقة يمكنها عبور جلد الإنسان.
العدوى تكتسب بواسطة الأطفال من الأتربة، الشاطئ الرملي ومجاري الماء.
المظاهر السريرية:
حكة خفيفة في مكان دخول اليرقة إلى الجلد، تصبح بعد ذلك أكثر شدة محدثة تسحجاً وانتان ثانوي في المكان.
يوجد خط أحمر رقيق حلزوني لولبي على طول طريق هجرة اليرقة داخل الجلد وهذا الخط يتقاطع مع حطاطات صغيرة حيث تختفي اليرقة فيها.
يمكن نزع اليرقة من الجلد أثناء الحكة الشديدة وقد يمكن إظهارها تحت أظافر اليدين. بعض حالات الاندفاع الزاحف قد تبدي ارتشاح في الرئتين بالحمضيات (تناذر لوفلر).
المعالجة:
معالجة الأعراض:
مضادات الهيستامين وستيروئيد موضعي خفيف لمنع الحكة الشديدة.
المضادات الحيوية في الحالات المختلطة بانتان جرثومي ثانوي.
تجميد اليرقات بإرذات إيثيل كلورايد هي طريقة قديمة وفعالة.
الثيابندازول (منتي زولMentezole-Merk Sharp &Dohome): جرعة 25 ملغ مرتين يومياً ليوميين متتاليين.
الدواء المختار هو التطبيق الموضعي للثيابندازول 10%.
سواء يستخدم المستحضر الفموي المتوفر تجارياً مباشرة أو حبتان 0.5غ من الثابندازول تمزج في 10 غ من البترولايوم (الفازلين)، ويطبق مرتين يومياً. حيث أن 95% من الحالات تشفي خلال أسبوع. "المثيابندازول" الفموي أقل فعالية وأكثر سمية.
حكة التراب
Ground Itch
حكة التراب" Dew itch" هو اندفاع على الاخمصين والأفـوات عـادة والكاحلين بسـبب اختراق الجلد بيرقات الديدان الشحية والملقوان العفجية والفتاكة الأميركية والديدان المدورة الحبلية Round worm أو Strongeloides. المرض منتشر في المناطق المدارية وما تحت المدارية.
الصورة السريرية:
الأعراض البنوية: أشد عند الأطفال مثل فقر الدم ـ الوهن ـ نقص التركيز ـ اضطرابات دورانية ـ عصبية وهضمية.
المظاهر الجلدية: تظهر قبل الإصابة الجهازية بالديدان بحوالي 2 ـ 3 أشهر .
الأعراض الجلدية: حطاطات ولطاخات حمامية تظهر في موقع دخول اليرقات إلى الجلد وأخيراً تتشكل الحويصلات والبثرات والتقرح.
القرحة الخاملة:
غير منتظمة ذات حواف مدورة مرتفعة قليلاً مغطاة بفتحة قيحية نخرية قد تحدث الآفات الشروية والحكة الشديدة أثناء سير المرض حيث يصبح الجلد أخيراً شاحبا أو بلون الأرض (ترابي).
التشخيص:
إظهار بيوض الديدان الشصية في البراز.
المعالجة:
"تتراكلوراثيلين":
لمعالجة الفتاكة الأميركية، جرعة الأطفال 0.06 سم3/باوند من وزن الطفل بينما جرعة الكبار هي 5سم3 تعطي مع حليب خالي الدسم ويجب تجنب الدسم والزيوت ولاضرورة للملينات.
"الثيابندازول": فعال أيضاً.
يجب ملاحظة أن الاسكاريس يوجد مشاركاً مع الملقوات. ويجب معالجة الاسكاريس أولاً بالـ(Alcopar) قبل استخدام تتراكلورايثيلين
منشأ الديدان :
في مقدمة البحث أشار ابن سينا إلى تخلق الذباب والديدان من المواد العفنة الرديئة الرطبة وهي إشارة صحيحة من ابن سينا في هذا المجال حيث نبه إلى أن هذه المواد العفنة تتحول إلى حياة دودية أو ذبابية وذلك خير من بقائها على هيئة العفونة الصرفة . طبعاً في الوقت الحديث فإن الذباب والديدان تتولد من البيوض التي تضعها إناث الذباب الديدان في الأماكن الملوثة التي تعتبر وسطاً ملائماً لتكاثرها .
زيادة على ذلك أشار ابن سينا إلى العفونات المتولدة عن الهواء المحيط بالناس ، وهذا ينطبق حالياً على أبواغ الفطور والجراثيم المنتشرة في الهواء المحيط . بالعودة إلى موضوع الديدان نلاحظ أن ابن سينا قد أشار إلى تولد الديدان نتيجة أكل اللحم الخام والألبان والفواكه الرطبة ومن سف الدقيق الني وكلها أماكن مناسبة لتواجد بيوض أو يرقات الديدان .
بعد ذلك قام ابن سينا بوضع تصنيف للديدان حيث قسمها إلى أربعة أصناف :
1 ) الطوال العظام ¬ الديدان الشريطية في الوقت الراهن .
2 ) مستديرة ¬ الاسكاريس ـ شعرية الرأس في الوقت الراهن .
3 ) معترضة ( حب القرع ) ¬ الخيفانة الخيفاء ـ المتوارقة البسكية في الوقت الراهن .
4 ) صغار ¬ الحرقص في الوقت الراهن .
ثم بدأ في وصف مكان توضع هذه الديدان فأشار إلى أن الديدان المستعرضة والصغار أكثر خروجاً من المعقدة وهذا ينطبق حالياً على ديدان بلهارسيا المستقيم ( الديدان المستعرضة ) والحرقص (الديدان الصغار) حيث تتوضع بلهارسيا المستقيم في المستقيم مسببة تخريشاً وتقرحاً في جدرانه وتخرج من البراز أما الحرقص فتخرج إناث الحرقص ليلاً لوضع بيوضها حول فوهة الشرج الأكثر دفأ.ً وفسر ذلك (كثرة خروجها من المقعدة ) بأنها قريبة من المقعدة وضعفها فلا تستطيع أن تتشبث بالمعي تشبث الطوال ( الشريطية ) .
ثم تحول إلى ذكر العلامات الناتجة عن الإصابة الديدان :
وقسمها إلى قسمين : علا مات مشتركة وعلامات تفصيلية ( خاصة )
العلامات المشتركة :
1) _( هي سيلان اللعاب ورطوبة الشفتين بالليل وجفوفهما في النهار لأن الحرارة تنتشر في النهار وتنحصر في الليل ، فإذا انتشرت الحرارة جذبت الرطوبة معها فتجوع الديدان وتجذب من المعدة فتجفف السطح المتصل بها من سطح الفم أو الشفة ويعينها على تجفيف الشفة الهواء الخارج فيظل المريض يرطب شفتيه بلسانه ) .
هذا الشرح المفصل من الناحية العلمية والفيزيولوجية والمنطقية من قبل الشيخ ابن سينا موافق نوعاً ما للتفسير الحديث ، لكن من جهة أخرى فإن هذه العلامة لا تعد عنصراً تشخيصياً لداء الديدان .
2 ) قد يعرض لصاحب الديدان ضجر واستثقال للكلام ويكون في هيئة الغاضب السيئ الخلق وربما تأدى إلى الهذيان لما يرتفع من بخاراته الرديئة ، ويعرض له تصريف الأسنان وخصوصاً ليلاًو يكون في كثير من الأوقات كأنه يمضغ شيئاً وكأنه يشتهي دلع اللسان ويعرض له تثويب في النوم وصراخ فيه وتملل واضطراب هيئة وضيق صدر على من ينبهه ويعرض له على الطعام غثيان وكرب وينقطع صوته وإذا اشتدت العلة والوجع سقطوا وتشنجوا والتووا كأنهم مصروعون .
هذه العلامات السابقة مطابقة حالياً بما يسمى بالأمراض أو العلامات العصبية الناتجة عن الإصابة بالديدان .
فالأعراض الجانبية الناتجة عن الإصابة بالاسكاريس ( حيات البطن ) ( الديان المستديرة ) Ascaris Lumbricoide تتمثل بـ :
1 ) اضطرابات حركية : تشنجات كزازية ، حركات رقصية ، نوب صرعية وصرير أسنان
2 ) اضطرابات حواسية : عسر التصويت أو اللكنة
3 ) اضطرابات نفسية : هذيان والخوف من الليل
نفس الأعراض تظهر أيضا بالإصابة بشعرية الرأس (( trihuris Trichiuora بشكل مشابه للاسكاريس وأهمها المخاوف التي تظهر في الليل أما عند الإصابة بالحرقص ( الديدان الصغار ) ( Oxyuris ) فتتجلى الأعراض العصبية بـ :
تتطور أطوار المصاب وأخلاقه إذ يصبح سريع الغضب وكئيباً وتظهر الأعراض العصبية عند الأطفال بأشكال مختلفة أهمها : النوبة الصرعية ـ الحركات الرقصية ـ اصطكاك الأسنان ليلاً ـ الدوار ـ اختلاجات واضطراب السلوك أما عند الإصابة بالديدان الشريطية العزلاء ( TAENIA – SAGINATA ) أو الشريطية المسلحة
(TEANIA SOLIUM) التي عبر عنها ابن سينا بالطوال .
فالأعراض العصبية الناجمة عنها تتمثل وبشكل خاص عند الأطفال حيث يشكو المريض من صداع وانحطاط جسمي وقلة النوم وتغيرات في الطباع ومن الممكن أن تتطور إلى أعراض أكثر خطورة بشكل نوبات تشنجية عضلية شبيهة بالصرع تترافق باصطكاك الأسنان وظهور حركات رقصية وهيستريا .
نلاحظ هنا مدى التشابه والدقة في الوصف للعلامات العصبية التي ذكرها الشيخ الرئيس وبين ما يقابلها في الوقت الراهن .
3 ) استكمل ابن سينا العلامات المشتركة فقال : وربما انتفخوا وتمددت بطونهم ويعرقون عرقاً بارداً شديداً مع نتن شديد ويكون البراز رطباً .
هذه العلامات صحيحة تماماً فالإصابة بالديدان تؤدي إلى انتفاخ بطني والآم شرسوفية والحمى ( ارتفاع الحرارة ) مع إسهالات لزجة ( البراز رطب ) .
انتقل ابن سينا بعدها إلى ذكر العلامات التفصيلية ( الخاصة بكل نوع من الديدان ) فقال :
( وهي خروج ذلك الصنف من المخرج ثم الطوال يدل عليها دغدغة فم المعدة ولذعها ومغص يليها وعسر بلع وسقوط شهوة في الأكثر وتقزز من الطعام وفواق وربما تأذت الرئة والقلب بمجاورتها فحدث سعال يابس وخفقان واختلاف نبض ويكون النوم والانتباه لا على الترتيب ويكون كسل وبغض للحركة وللنظر وللتحديق وفتح العين بل يميل إلى التغميض ويعرض لعيونهم أن تحمر تارة ثم تكمد أخرى وربما تمددت بطونهم وصاروا كالمستسقين )
هذه العلامات التي وصفها ابن سينا لا تنطبق على الطوال ويمكن القول أن دغدغة فم المعدة ولذعها والمغص وعسرة البلع تنطبق على أكثر أنواع الديدان وليس على نوع محدد وتعد من العلامات الهضمية للإصابة بالديدان .
أما تأذي القلب والرئة والسعال اليابس والخفقان واختلاف النبض فيمكن تحليلها إلى عرضين:
فالأعراض الرئوية تنطبق على الإصابة بديدان الاسكاريس والتي تدعى باسم أعراض لوفلر الناجمة عن مرور اليرقات إلى الرئة ( بعد دخول بيوض الاسكاريس مع الطعام الملوث إلى المعدة تفقس وتتحول إلى يرقات تعبر المعدة ثم المري ثم تسقط في القصبات فتؤدي إلى تخريش ) وهي تشمل حمى خفيفة مع سعال يابس مترافق ببصاق دموي وضيق نفس .
أما الأعراض القلبية ( الخفقان وضعف النبض ) فهي ناتجة عن فقر الدم الناجم بشكل غالب عن الإصابة بديدان شعرية الرأس ( والملقوة العفجية اللتان تتغذيان بشكل رئيسي على دم الإنسان (نقص حجم الدم في الجسم يؤدي إلى زيادة الحمل على القلب فيتسارع بشكل انعكاسي لتأمين حاجة الجسم من الدم , ويتجلى هذا بالخفقان وضعف النبض ) .
بالنسبة للعلامات العينية التي ذكرها ابن سينا تنطبق بشكل تقريبي على الإصابة بديدان الاسكاريس حيث تؤدي الإصابة بهذا النوع من الديدان إلى عمى مؤقت ورؤيا نصفية وخوف من النور وأيضاً تنطبق على الإصابة بالديدان الشريطية بظهور رؤية غير واضحة وأعراض عدم تساوي الحدقتين أو الحول .
أما بالنسبة للعرض الأخير ( وربما تمددت بطونهم وصاروا كالمستسقين ) فهي على الأغلب إشارة إلى الإصابة بالكيسات العدارية الناتجة عن الإصابة بالديدان المسماة المشوكة الحبيبية حيث تتوضع يرقات هذه الديدان ( الكيسة العدارية ) في الكبد عند الإنسان وتتكاثر بشكل كبير وهذا ما عبر عنه ابن سينا بالاستسقاء البطني حيث تنتفخ بطن المصاب نتيجة تكاثر هذه اليرقات .
( توجد الدودة بشكلها الكامل في الحيوانات اللاحمة خاصة الكلاب والثعالب والذئاب ) ، لذلك أكثر المصابين هم من رعاة الغنم ( الإنسان حامل فقط لليرقات) .
ثم أشار ابن سينا إلى الأعراض الوصفية للديدان الصغار ( وهي حكة المعقدة ولزوم الدغدغة عندها وربما اشتدت حتى أحدثت الغشي ويجد صاحبها عند اجتماعها في أمعائه ثقلا ً تحت شراسيفه ) .
هذه الأعراض دقيقة جداً وتنطبق على الإصابة بديدان الحرقص ( السرمية الدودية ) حيث تهاجر أنثى الدودة إلى المستقيم لتضع بيوضها على فتحة الشرج الأكثر دفأ" , وهذه البيوض وما يحيط بها من مواد لزجة لتسهيل التصاقها على الفتحة تؤدي إلى نوع من الإكزيما والحساسية مسببة" حكة شرجية شديدة وخاصة أثناء النوم ليلاً , وهذه الحكة الشديدة قد تؤدي إلى اضطرابات عصبية شديدة نتيجة تخريش الأعصاب الودية قد تصل إلى حد الرغبة بالانتحار . وهذا ما عبر عنه ابن سينا بقوله ( وربما اشتدت حتى أحدثت الغشي ) أما العرض الثاني ( ويجد صاحبها ثقلا " تحت شراسيفه ) فهو ينطبق على الإصابة بجميع أنواع اليدان وليس على الحرقص بشكل خاص .
بهذا نكون قد انتهينا من ذكر العلامات والأعراض وقبل أن ننتقل للعلاج لا بد لنا من التعليق على بعض السطور التي ذكرها ابن سينا فقد ذكر العلاقة بين الحمى والديدان فقال :
1 ـ ( إذا كان بصاحب الديدان حمى كانت الأعراض قوية خبيثة لأن الحمى تبيد غذاءها وتؤذيها وتقلقها فتلتوي في الأمعاء مسببة ألماً ولذعاَ وآذى" شديدا" وقد حكى بعضهم أنها ثقبت البطن وخرجت منه ) .
هذه الأعراض تنطبق على الإصابة بديدان الاسكاريس ، حيث أن تحريض هذه الديدان بأحد العوامل التالية :
البهارات أو الحموض أو الترفع الحروري يؤدي إلى تهيجها وتجمعها على شكل كتلة تؤدي إلى انسداد الأمعاء وربما أدت إلى انسداد الزائدة الدودية والتهابها وانفجارها إذا لم تعالج ، أما أنها ثقبت البطن وخرجت منه فقد ذكرت حالات نادرة لخروج هذه الديدان من سرة الأطفال .
2 ـ أشار أيضاً إلى الجوع الكلبي :
وهذا ناجم بالطبع عن سوء التغذية عند الإصابة بعدد كبير من الديدان .
3 ـ أشار ابن سينا أن أذن المريض لا تصدع ولا تطن : وهذا مخالف للواقع فعند الإصابة بالديدان يصاب المريض بأعراض عصبية منها طنين الأذن .
انتقل ابن سينا بعد ذلك إلى العلاج حيث قسمه إلى وقائي وعلاجي فقال :
( الغرض المقصود من معالجة الديدان أن يمنعوا المادة المولدة لها من المأكولات التي سبق ذكرها وأن تنفى البلاغم الموجودة في الأمعاء التي منها تتولد الديدان وأن تقتل بأدوية هي سموم بالقياس إليها المرة الطعم فمنها حارة ومنها باردة ) .
نرى هنا أن ابن سينا قد أوصى بالابتعاد عن المأكولات التي تسبب الإصابة بالديدان وكما ذكرنا فإن الديداد تتولد من الطعام والسوائل الملوثة دون نوع محدد ، بينما حدد ابن سينا أنواعاً معينة من الطعام تسبب الإصابة بالديدان وهو غير دقيق علمياً .
ثم أشار إلى تنقية البلاغم التي في الأمعاء وهذا غير صحيح علمياً ثم تحول إلى ذكر العلاج الدوائي ومبادئة فذكر أن هناك أدوية تقتل وتسهل الأمعاء وأدوية تقتل فقط لذا يجب إعطاء الأدوية المسهلة معها ، وإذا كان المصاب يعاني من إسهال بالأساس فيعطى فقط الأدوية القاتلة دون الأدوية المسهلة .
وهذا صحيح علمياً لأن الأدوية المستعملة تقوم بعملية شل الديدان بحيث تصبح غير قادرة على الحركة ، فمن إعطاء المسهلات تخرج بفعل زيادة الحركة المعوية . لكن الأدوية الحديثة حالياً تقوم بقتل الديدان فتخرج مع الحركة الحوية الطبيعية للأمعاء دون إعطاء المسهلات .
عرض ابن سينا بعض الطرق كمعالجة للإصابة بالديدان منها :
أن يشرب المريض اللبن يومين متتاليين وفي اليوم الثالث يشرب اللبن مع دوار قتال لها ، أو يأكل الكباب فإذا أحست الديدان برائحته أقبلت على المص فإذا اتبعت الأدوية القتالة نالت منها . هناك نظرية حديثة برزت في الوقت الحاضر تبنت هذه النظرية إلى حد ما في علاج الديدان الشريطية ، وتقول هذه النظرية بأن يصوم المريض يومين متتاليين وفي اليوم الثالث يشرب الحليب فتفلت الدودة الشريطية ممصاتها ومحاجمها التي كانت تثبت بها على مخاطية الأمعاء فيعطى المريض مسهلاً مع الحليب فتخرج الدودة الشريطية .
كما قسم ابن سينا الأدوية القاتلة للديدان إلى حارة وباردة وهذا تقسيم فلسفي ناجم عن التأثر بالطب اليوناني فكان التقسيم على النحو التالي :
فصل في الأدوية الحارة القتالة للديدان وخصوصاً الطوال :
وهي بدورها قسمها إلى مفردة ومركبة :
أما المفردة : فمثل الشيح والترمى الحر والنعنع والثوم والزعتر والكمون والانيسون وغيرها وأوصى بأخذ الصبر كمسهل بعد أخذ هذه العقاقير .
كما ذكر أن شرب الزيت بكميات كبيرة يقتل الدود ويخرجها .
أما المركبة : فهو الترياق الفاروق الذي يجمع القتل والإخراج .
من الناحية العلمية فإن الأدوية التي ذكرها والتي وصفها بالحارة هي جميعها من أنواع البهارات والتي تتمتع بطعم لاذع ورائحة عطرية حادة وربما كان لها تأثير مضاد للديدان بفعل هذه الخواص . أما الزيت بكميات كبيرة فهو يؤدي إلى الإسهال والإسهال يمكنه أن يخرج الديدان .
أما الترياق الفاروق فيدخله في تركيبه (80) عقاراً نباتياً وحيوانياً من أشهرها لحم الأفاعي ـ العنصل ـ الأقحوان ـ الزعتر ويحفظ في أواني رصاصية أو فضية أو خزفية .
علمياً إذا نظرنا إلى تركيبه نرى أنه يحتوي على العنصل والأقحوان واللذان يحتويان على عوامل مضادة للجراثيم والفطريات والحشرات كما بين العلم الحديث وربما كان لها تأثير مضاد للديدان .
هذا الموضوع اخد مني مجهودا كبيرا ووقتا طويلا ارجو ان ينال استحسانكم واعجابكم
لانه نتيجة لبحت متواصل ومجموع من مختلف المراجع
المصدر: منتدى عدلات
3dlat.net المحتوى من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق