رفقـــًا بالشبـــاب

0







بداية , لا أقصد بالعنوان الشباب بالذكور

بل أقصد الشباب كفئة عمرية , من الجنسين الذكر و الأنثى

فارفقوا بحالنا


كان يا مكان في قديم الزمان , إسلام يطبق في كل مكان , عند العرب في كل البلدان

و أما الآن , وقد أضعنا الكثير من أحكامه فرفقا بأخيك الإنسان


نوع المشكلة؟



المشكلة هي انحراف كبير لعدد مخيف من شباب و فتيات هذا العصر , انحراف

جنسي فظيع لم يكن منتشرا أيام آبائنا , و لم يتخيلوا حتى وجوده

انحراف إما بالزنا المباشر , أو إدمان العادة السرية , متابعة أفلام الخليعة

و وصل الأمر للأسف في بعض الحالات الى العمل الذي يهتز له عرش الرحمن

اللواط و السحاق !



سبب المشكلة؟



أسباب عامة و أسباب خاصة , فأما الأسباب العامة فمنها نقص اهتمام بعض

الأهالي بغرس مفاهيم الاسلام في عقولهم منذ الصغر , فأنا مثلا أبي كان

يهتم بسلوكي و أدبي كثيرا , و لكنه لم يكن يضربني على تقصيري في صلاتي

عندما كنت صغيرا , كما أمر الرسول صلى الله عليه و سلم حيث قال

( مروا أولادكم بالصلاة و هم أبناء سبع سنين , و اضربوهم عليها و هم أبناء عشر

سنين , و فرقوا بينهم في المضاجع ) و هو حديث حسن


و من الأسباب العامة أيضا , المبالغة في المهور , مما شكل صعوبة كبيرة على الشاب

المتوسط الحال من الزواج و العفاف , و بالتالي أثر هذا الأمر على الفتيات مباشرة , فبعد

أن كان الشباب يتزوجون قبل اتمام العام العشرين من عمرهم , بات على الشاب التخرج


من الجامعة في عمر 22 سنة تقريبا , و العمل بعدها لفترة حتى يتمكن من جمع

المال اللازم للزواج , إلا البعض ممن يستطيع أهله التكفل بزواجه مبكرا .


سبب عام آخر هو انشار الفتن بشكل لا يتخيله عقل , فإن قمت بفتح التلفاز ترا

ما يثيرك , و إن قمت بالتحدث مع أحد تسمع ما يثيرك , و إن كنت تمشي

في الشارع ترا ما يثيرك , و حتى أثناء الدراسة في بعض الدول العربية حيث

الإختلاط في الجامعات و حتى في المدارس , إن ذهبت للدراسة ترا ما يثيرك !


و أما الأسباب الخاصة فتتلخص بأصدقاء السوء الذين يجرون أرجل البعض

إلى ما هو أفظع من مجرد النظر للمحرمات !

أو مشاكل نفسية و هرمونية لدى البعض مما يجعله لا يعي ما يقوم به ولا يدرك

عواقبه.



حل المشكلة؟



كلنا يعلم بحديث الرسول صلى الله عليه و سلم ( يا معشر الشباب , من استطاع منكم

الباءة فليتزوج , فإنه أغض للبصر , و أحصن للفرج , و من لم يستطع فعليه

بالصوم , فإنه له وجاء ) رواه البخاري و مسلم

و بما أن أغلب الشباب في هذا الزمن لا يستطيعون الزواج , فالصوم و غض البصر

هو الحل .

و لكن بسبب انتشار الفتن , فهذا حل صعب على الكثيرين , فإن أردت تطبيقه

فعلي صيام عمري كله , و غض بصري في كل مكان أذهب اليه !

و بالتالي فليس كلنا قادرين على تطبيق هذا الحل
و أما الحل الآخر فهو تخفيض المهور من قبل أولياء الأمور , و لكن هذا الحل

أيضا ليس بيد الشباب , و بالتالي فلا تطالبونا بالبعد عن الحرام و أنتم أساس

هذه المشكلة !



حل آخر و هو الصلاة , لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر , و لكن حتى مع المحافظة

على الصلاة , فهناك فترات تغلب فيها الشهوة على الإنسان , فقد يختلس النظر الى المحرمات

أو يقوم بتهدئة شهوته من خلال العادة السرية !


و بالتالي حتى الحلول الجذرية غير موجودة , و إن وجدت فهي ليست بأيدي

الشباب و إنما بيد أولياء الأمور و المجتمع


الخلاصة


هذا الموضوع ليس موجه لأحد , و إنما هو حديث عام يروي حياة الشباب

و هو ليس عاما , بل هو يتحدث عن نسبة كبيرة من المجتمع و لكل قاعدة شواذ



و هو طبعا ليس دفاعا عن أخطاء الشباب , لكنه مجرد توضيح

للأسباب , فالخطأ خطأ لكن علاجه يحتم معرفة أسباب وجوده.



و لكن , , ,


رجاءًا من كل أب و كل أم , فمع كثرة الفتن في هذا الزمن , و غلاء المعيشة

و صعوبة الحياة , إن كنت مقتدرًا و جاءك من ترضا دينه و خلقه فزوجه و لو كان

شابا و فقيرا , و أعنه على زواجه بمالك فأنت بهذا تصونه و تصون ابنتك.



و إن نصحتم الشباب الذي يرتكب المعاصي , فلا تأخذه بالعنف و القسوة

فنحن بشر و لنا شهوات , فرفقا بنا .

http://ift.tt/H2nC1e | هذا المحتوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ثقافة زوجية

تصميم الورشه