السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته
المزاح بما هو مباح أمر أباحته شريعتنا الإسلامية الغراء؛ وجعلت ذلك صدقة من الصدقات التي يُؤجر المسلم عليها .
ومما ينبغي التنويه إليه في هذا المقام: أنه ينبغي لك أن لا تمزح مع من لم تعرف طبعه وخلقه؛ لأنك قد تمزح معه في أشياء لا يحب المزاح فيها؛ أو أن طبعه لا يتحمل المزاح .
وأما من تعرف طبعه وخلقه فينبغي لك أن تمزح معه بحق وصدق؛ حتى تؤانسه، وتدخل السرور عليه، وتزيل الهم عنه، وذلك مما تؤجر عليه، ومن ذلك مزاحك مع زوجتك، فقد مزح النبي عليه الصلاة والسلام مع زوجاته؛ فمازح عائشة رضي الله عنها، وتسابق معها، فسبقته مرة، وسبقها مرة، فقال لها: (هذه بتلك السبقة) [رواه أبو داود، وصححه الألباني]
فمزاحك -أيها الزوج- مع زوجتك مما ينبغي أن يسود بينكما؛ حتى تدخلا بذلك السرور عليكما، وتتخلصا من السآمة والملل في حياتكما، وتطردا الوحشة، وتدفعا الهمَّ والقلق، وتنشطا أنفسكما على طاعة ربكما، وتهيئا أجسادكما على ذلك.
ولكن قبل أن تمزح -أيها الزوج- مع زوجتك ينبغي لك أن تعلم أن هناك خطوطا حمراء يجب عليك أن تقف عندها، ويحذر عليك تجاوزها، ومن ذلك ما يأتي:
أولا: المزاح بالزواج بامرأة ثانية، سواء كان ذلك تصريحا أو تلميحا.
ثانيا: المزاح في الطلاق..
ثالثا: المزاح بما يسمى -عند العامة- بالنكت على أهلها، أو أقربائها، أو قبيلتها، أو بلدها، أو ما شبه ذلك.
رابعا: المزاح بأنها غير جميلة، أو مقارنتها بنساء أخريات وأنهن أجمل منها.
فمزاحك معها في هذه الأمور يقلقها، ويكدر حياتها؛ لأنها لا يروق لها سماع ذلك ، فيجب عليك أن تتجنب المزاح في هذه الأمور حفاظا وصيانة لحياتكما الزوجية.
http://arb3.maktoob.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق