الرحمة ... الرحمة .

2

السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته



{إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} ، والراحمون يرحمهم الرحمن، فلو تراحم الناس فيما بينهم ائتلفت قلوبهم، واشتملت على الخير نفوسهم، ومنبع هذه الفضيلة الزوج الرحيم والمرأة الرحيمة، فهما ركنا المجتمع، فمنهما وإليهما تنصرف الرحمات، وتتفجر ينابيعها بطيب الخصال .



حال الأسرة من غير رحمة كغابة كلها ذئاب وضباع، هذا ينهش هذا، وذاك يغري بذاك، تفتقد حياتهم التنازلات ولغة التسامح مع الزلات، وتفتقر تعاملاتهم إلى أقل القليل من خصال الرحمة التي تغرس المحبة، وتنمي المودة، وترعى السكينة، وتهذب العلاقة بتوثيق الصداقة .



وتراحم الزوج والزوجة فيما بينهما حجر الأساس الذي يبنيان بيتهما عليه ، فالزوج يراعي ضعف زوجته، وأنوثتها ومشاعرها وأحاسيسها وعاطفتها رحمة بها، والزوجة تراعي قدرات الزوج وإمكاناته وظروفه وحالاته ومعاناته رحمة به، وهما على أولادهما كالسحب تمطر بالنعيم، بالفطرة التي فطر الله عليها قلوب الوالدين .



وهذا كله استجلاب لرحمة الله تعالى، وترجمة لقوله جل وعلا: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} .



فالزواج رحمة من الله بعباده من حيث تشريعه لهم، ثم من حيث تيسيره لمؤنه، ثم من حيث تأليفه لقلوبهم بالمودة والرحمة، ثم من حيث ما يجعله في قلوبهم من الحنان والعطف والمحبة تجاه أولادهم وأهليهم..



فلا يليق أن تصرف هذه الرحمات، وتنقض عراها بمغزل القسوة والضغائن .

من الموبايل






http://arb3.maktoob.com

التعليقات

  1. لا تَنتظِر مِن أحد أن يجلب لكَ زهُوراً ، إزرعْ حدِيقتُك بنفْسِك . أسعد نفسك فهي تستحق

    ردحذف
  2. في فرنسا بعد الزواج يتقاسموا في كل شئ النقود الشقه السياره ..كله مناصفه بينهما

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظه © ثقافة زوجية

تصميم الورشه