د.جابر بن سالم القحطاني
تعرف الخمر بأنها عصير العنب إذا اختمر أو كل مسكر مخامر للعقل والخمر من أقدم المواد التي تؤثر على المخ والتي عرفها الإنسان، وكان الناس في الأزمنة القديمة يستعملون الخمر كعلاج لبعض الأمراض.. وتنقسم المشروبات الكحولية إلى:
1- مشروبات غير مقطرة:
تعتبر البيرة والنبيذ من المشروبات الكحولية غير المقطرة وتحضر بتخمير مادة نشوية لمدد متفاوتة، عادة تحضر البيرة من بذور الشعير المنبت في الماء وتتراوح نسبة الأكحول الأثيلي فيها ما بين 4 - 12٪ أما النبيذ فيحضر من العنب وتتراوح نسبة الكحول الأثيلي فيه ما بين 10 - 18٪.
2- مشروبات مقطرة:
من الأمثلة على المشروبات الكحولية المقطرة «المشروبات الروحية» الويسكي والفودكا وغيرها وتحضر هذه المشروبات عادة إما من الشعير أو العنب أو التمر بطريقة التخمير أولاً ثم تمر بعد ذلك بعمليات تخزين طويلة ثم التقطير وذلك من أجل رفع نسبة الكحول الأثيلي، وتحتوي الأنواع السابقة على نسبة كحولية ما بين 45 - 55٪ ويحوي الخمر بجانب الكحول نسبة من الماء وكذلك نسبة خفيفة جداً من الكحول المثيلي وشوائب تترسب عادة في الأوعية التي تخزن فيها الخمور.
مصير الكحول في جسم الإنسان (الإيض):
يمتص الكحول بسرعة عن طريق المعدة والامعاء الدقيقة بعد التعاطي عن طريق الفم ولكن يمكن أن يتأخر الامتصاص إذا كان في المعدة طعام. ينتشر الكحول بسرعة في جميع سوائل الجسم يتكسر الكحول في الكبد حيث يتحول إلى مادة تعرف باسم استيالدهايد ثم يحصل عملية أكسدة فيتحول إلى اسيتيت وثاني أكسيد الكربون. أكثر من 90٪ من الجرعة المعطاة تتكسر (تتأيض) ويفرز عن طريق الرئتين والبول واللعاب والعرق، ويستطيع الجسم أن يكسر ما بين 10 - 15 مل من الكحول خلال ساعة. يكون تركيز الكحول في الدم بعد التعاطي كما يلي: لو افترضنا أن أربعة أشخاص صائمين تناولوا الجرعات 15مل، 30 مل، 45مل، 60مل من الكحول 95٪ على التوالي لكان أعلى تركيز للكحول للشخص الأول ما بين 25 - 290 ميكروجراماً لكل ملي والثاني 180 -620 ميكروجراماً لكل ملي والثالث 420 - 860 ميكروجراماً لكل ملي والرابع 630 - 1120 ميكروجراماً لكل ملي في الدم وذلك في خلال 3 دقائق بالنسبة للأول و5 دقائق بالنسبة للثاني، 8 دقائق بالنسبة للثالث وساعة واحدة للأخير.
ويكون تركيز المركب الناتج من التكسير هو اسيتالدهايد في الدم ل 0,5 جم لكل 1 كيلوجرام من الكحول هو 0,02- 0,06 وميكروجرام لكل ملي وذلك بعد 40 إلى 80 دقيقة من تعاطي الجرعة. ان الجرعة القاتلة من الكحول 50٪ حوالي 500 ملليلتر والتي تهضم بعد ساعة من التناول. وفي بريطانيا يكون ضد القانون قيادة السيارة لأي شخص تكون نسبة الكحول في الدم أكثر من 800 ميكروجرام لكل ملي أو 1070 ميكروجراماً لكل ملي في البول أو 35 ميكروجراماً لكل مل في النفس.
تأثيرات الخمور على الإنسان:
لا يقتصر أثر الخمور على مقدرة الإنسان على العمل ومقدار الجهد الذي يتحمله فحسب، بل يشمل تأثيرها كثيراً من أعضاء الجسم مثل المخ والأعصاب والقلب والجهاز الهضمي والكبد والعين، وتصيب الخمور هذه الأعضاء بإصابات قد تصل إلى حد تدهور الحالة الوظيفية لها وتدمير خلاياها، وينعكس إثر هذا التدهور على صحة الإنسان البدنية والنفسية مما يجعله غير قادر على العمل ويعتريه التعب والاعياء بعد بذل أقل مجهود، وقد يتحول المريض إلى إنسان عاجز عن الحركة لا يستطيع أداء أي عمل، بدنياً كان أو ذهنياً حيث يصبح ضحية الإدمان.
ومدمن الخمر هو الإنسان الذي يتعاطى الخمر بكميات كبيرة وبصفة مستمرة حيث يستيقظ من نومه ولديه رغبة ملحة في تناول الخمر، فقد يتعاطاه قبل تناول طعام الافطار أو كبديل لطعام الافطار ويستمر في تعاطيها أثناء النهار والليل.
تليف الكبد أخطر الأمراض الناتجة عن تعاطي الخمور :
من أخطر الأمراض التي تنجم عن تعاطي الخمور امراض الكبد وأخطرها على الاطلاق مرض تليف الكبد، وتحدث أمراض الكبد اما بسبب تأثير مباشر للكحول الذي ينتشر في خلايا الكبد أو بسبب سوء التغذية الذي يسبب تدهور حالة الكبد الذي يسبب معاناة شديدة للمريض، حيث يشكو من أعراض مختلفة مثل امتلاء البطن بالغازات وتقليل الشهية للطعام واليرقان، كما تشمل الأعراض في مرحلة متأخرة من تليف الكبد الاستسقاء والتقيؤ الدموي، ويسبب مرض تليف الكبد حدوث الوفاة في حوالي 50٪ من مجموع المصابين.
تناول الأسبرين يؤدي إلى تفاقم إصابة المعدة لدى مدمني المسكرات :
ينجم عن ادمان الخمور حدوث اضطرابات مختلفة في الجهاز الهضمي، وتشمل هذه الاضطرابات فقدان الشهية للطعام وعادة ما يكون هناك شعور بالغثيان في الصباح، ويسبب هذا الشعور عدم تناول وجبة الافطار. وقد يصاب متعاطي الخمور بأمراض سوء الغذية ونقص الفيتامينات أما بسبب فقدان الشهية للطعام أو بسبب سوء امتصاص المواد الغذائية في الامعاء أو الاسهال أو بسبب اهمال الفرد لغذائه أو بسبب عجزه عن شراء الطعام، حيث يتكون غذاؤه أساساً من الأطعمة النشوية وقليل من البروتينات ويحدث نقص الفيتامينات بسبب اعتماده على المواد النشوية التي تحتوي على كميات ضئيلة من الفيتامينات. وتتأثر العضلات بسبب سوء التغذية ونقص الفيتامينات كما تتأثر الأعصاب وعضلة القلب والعناصر المكونة للدم، وهذا يؤدي لى تدهور مستوى اللياقة البدنية للفرد المصاب.
ومن الإصابات اتي يسببها تناول الخمور التهابات المعدة والمريء وقد يصاب الفرد بقرحة المعدة و قرحة الاثني عشر، وقد تؤدي هذه الإصابة إلى حدوث نزيف فقد دلت نتائج الدارسات التي أجريت على كثير من مدمني الخمور ان تناول الاسبرين يؤدي إلى تفاقم إصابة المعدة حيث ينجم عن ذلك حدوث نزيف شديد فيها. ويسبب ادمان الخمور امتلاء البطن بالغازات مع الاحساس بآلام في المعدة.
المصدر: منتدى عدلات
3dlat.net المحتوى من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق