يشرح المهندس الداخلي وائل وازن عن أصول الهندسة الداخلية ويعطي إرشادات وتوصيات عن رؤيته الخاصة التي تتجلّى بفرادة وتميّز كلّ مساحة يصمّمها فبالنسبة له اللون الأبيض لا يجب ان يكون اساً في الديكور بل خلفية لابتكار منزل جميل ومريح في آن…
يعتقد الكثيرون أنّ مهمّة مهندس الديكور محصورة في إنتقاء الأثاث والألوان وتنسيق الأكسسوارات. وهذا خطأ شائع فعمله الأساسيّ هو تقطيع المساحة الداخليّة للإستفادة منها كاملةً، فتجمع ما بين العمليّة والفعاليّة والجماليّة، بحيث تتحوّل المساحة الخالية إلى مكان يُستفاد منه قدر الإمكان بكلّ ما للجماليّة من معنى. لكلّ حضارة خطوط ديكور معيّنة. وقد أُجريت دراسات كثيرة أظهرت تاريخ التطوّر الإنساني في مجال الهندسة الداخلية، بحيث تدلّ هذه الأخيرة على مدى تقدّم الحضارة والجماعات فيها. وعندنا مخزون هائل نستطيع الإستفادة والإستعانة به عبر حقبات مختلفة من التطوّر. فالخطوط الهندسيّة التي نستعين بها تتكوّن بفعل مخزون ثقافيّ يأخذه المهندس عبر إطلاعه على مختلف الثقافات والعناصر الهندسيّة فيها، ليدمج معها الخيال والأفكار الجمالية التي يراها مناسبة للمساحة المعيّنة.
أخبرنا عن مفهوم إستخدام اللون الأبيض في المساحات؟
إنّ الأبيض ليس “لوناً” في الديكور، بل يمكن إعتباره خلفيّة محايدة لإبراز كافة التفاصيل أمامه. فهو يُظهر الأكسسوارات ودقّة العمل في الأثاث والإضاءة. “اللوّن الأبيض” هو أداة لإبراز كلّ ما نريد إلقاء الضوء عليه. كما نستعمله أيضاً لإعطاء أبعاد أكبر وأعمق للمساحات. فهو يزيد نسبة المساحة والبُعد النظريّ. لذلك نستعين به في المساحات الضيقة اكثر.
هل من “موضة” أو توجّهات عالميّة في خطوط الديكور؟ وما هي؟
إنّ مصطلح “موضة” هو إستهلاكيّ بحت. فما نفعله نحن في عالم الهندسة الداخليّة لا يصبّ في خانة التقيّد بخطّ معيّن أو لون محدّد أو توجّه عالميّ موحّد يُفرض علينا! فأنا أعتبر أنّ لكلّ إنسان موضة خاصة به تتوافق مع ذوقه وتوفّر له الراحة في منزله. إنّ إختيار التوجّه العام للمنزل يكون بالتوافق مع رغبة المالك. انا شخصياً لا أتقيّد بالأطر العالمية المفروضة وإنما أراعي رغبة وذوق وشخصيّة المالك. أنطلق طبعاً من الأبحاث والدراسة والقياسات وإنما كلّ مساحة أصمّمها مختلفة تماماً عن الأخرى، فلا نمط معيّن او لون معمّم أو بيوت متشابهة. فمن المهمّ التنويه بانّ عمل المهندس الداخليّ هو فنّ وعلم أكثر منه تجارة او موضة…
ما هي المواد التي تستعين بها؟
إنّ المواد الأوّليّة المستعملة غير محدودة شرط أن يكون إختيارها وإستخدامها مبنياً على دراسة إختيارها في المكان المناسب. والأهمّ من ذلك هو دمج هذه المواد مع بعضها البعض عبر الإتكال على الدراسات، بحيث لا يؤدّي ذلك إلى تكسير أو تفسيخ للمساحة مثلاً، بحيث تتحوّل عندها إلى عنصر سلبيّ يضرّ العمل. فيجب أن يكون إختيارالمواد تابعاً لدراسات معيّنة وبعدها كلّ المواد مباحة شرط إيصال الفكرة بشكل صحيح.
ما الفرق بين تصميم منزل لإستعمل فرديّ وبين تصميم مساحة عامة ؟
كلّ تصميم مرتبط في البداية بالمساحة الداخليّة وحجمها. فالمواد والألوان وطريقة التقطيع وغيرها متعلّقة بهذا الأمر.
فعند تصميم منزل خاص، يكون التركيز منصباً على تلبية ذوق الشخص ورغبته بما يؤمّن راحته الشخصية. فيتمّ إختيار الفكرة العامة واللون والمواد وفق ذوقه مدموجاً مع نصيحة المهندس وتصوّره. وأمّا المساحة العامة، فيجب التركيز فيها على عدّة عناصر، أبرزها الغاية من الإستعمال، أي وظيفتها (مطعم، مجمّع سكني، محلّ تجاري…). كما هناك قواعد عالميّة مفروضة في أمكنة معيّنة عامّة من ألوان ومواد. ويجب أن يكون التصميم مؤاتياً لأكبر شريحة ممكنة من الناس لجذبهم إلى هذه المساحة عبر توفير ما يتلاءم معهم، جمالياً ووظيفياً.
ما أبرز النصائح التي يمكن أن تُسدينا إيّاها؟
- إنّ البيت هو منزل لإستعمال شخصيّ ويجب أن يؤمّن لصاحبه الراحة النفسيّة والفرح. وليس معرضاً للزوّار. وبالتالي لا يجوز تصميم هذه المساحة لإرضاء الآخرين، بل لإرضاء الذات.
- إنّ المهندس الداخليّ يجمع الأفكار المشتّتة للشخص من كلّ حدب وصوب ويركّبها معاً لتنسجم مع المكان.
- يمكن تصميم كلّ غرفة بطابع مختلف يتلاءم مع شخص معيّن ضمن المنزل، فلا ضرورة لأن تكون الفكرة الموحّدة مسيطرة على كلّ الغرف داخل المنزل الواحد.
ما أبرز الأخطاء الشائعة المرتكبة في الديكور؟
إنّ الديكور هو جمال وفنّ وهو مرتبط بالعمليّة Utility في الوقت نفسه. فمن المنظور الجماليّ، لا يمكن الإقرار بوجود الخطأ لأنّ الجمال نسبيّ. لكن يمكن أن نحدّد أخطاءً عامة على نطاق واسع ألا وهي:
- خطأ في إستعمال القياسات في المساحة، بحيث يكون التصميم غير ملائم للمساحة المتوافرة.
- الإكثار من المواد والإضاءة والتفاصيل في الغرفة الواحدة.
- تقليد المواد أي تقليد الحجر أو الخشب أو النحاس…فالImitation تزيد من البشاعة وليس من الرونق في التصميم.
ما أهمّيّة الإستعانة بالأكسسورات في التصميم الداخليّ؟
إنّ الأكسسوارات سيف ذو حدّين. فهي تحدّد بهامشها الصغير نسبة نجاح الديكور أو فشله. إذ يجب أن تكون مكمّلة للعمل وليس أساساً فيها. فلا “نستعرض” قطعة الأكسسوار ويكون الأثاث ثانوياً لها، بل نستعين به لإضفاء حركة معيّنة داخل الغرفة. وتتعدّد الأكسسورات من تابلوهات إلى إضاءة إلى صمديّات وثماثيل وسواها، حسب النمط السائد.
كيف يتمّ إختيار الألوان وتنسيقها في الهندسة الداخليّة؟
إنّ إختيار اللون علم بحدّ ذاته. والأساس هو معرفة تنسيق الألوان مع بعضها البعض وإستعمالها في المكان الصحيح لخلق التوجّه المُراد إبرازه. كلّما قلّلنا من الألوان وإلتجأنا إلى الألوان الهادئة الراكزة، كلّما زادت نسبة الجمال. كما أنّ إختيار اللون يتأثّر بالمساحات، وبالغرض من إستخدامها طبعاً.
هل من ثوابت في عالم الهندسة الداخليّة؟
لا ثوابت جماليّة محدّدة مفروضة علينا، بل لكلّ إنسان ذوق وتوجّه، فلا وجود للجمال المطلق. بل تبقى الثوابت في القياسات وفي تحديد بعض قطع الأثاث الStandard كعلوّ طاولة الطعام مثلاً. ويكون ذلك مبنياً على كتب ودراسات ومراجع. وأيّ إخلال فيها يعرّض للأخطاء الشائعة. إنّ القياسات الأساسيّة Basic محدّدة من قبل ونحن نتحكّم بكلّ ما حولها من إنارة وتفاصيل وديكور مع إحترام العلم قبل الفنّ.
المصدر: منتدى عدلات
المحتوى من مواقع ومنتديات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق