إن تشخيص السرطان لدى المريض يشكل حدثا خطيرا في حياته. إذ يأخذ المريض بالنظر إلى كل شيء في ما بعد ضمن سياق التشخيص والعلاج. والواقع أن تلك هي ردة فعل طبيعية.
وثمة عدة أنواع من السرطان. ونحن نكتشف باستمرار طرقا جديد لكشف الحالة وعلاجها. ومؤخرا، ارتفعت معدلات الحياة لبعض أنواع السرطان بشكل كبير. نتيجة لذلك، يمكننا اليوم التحدث عن “العيش مع السرطان” عوضا عن “الموت بالسرطان” أو التحول إلى “ضحية للسرطان”.
الاستجابة لتشخيص السرطان
كما هو الأمر عند المرور بأية أزمة أو مصاعب في الحياة، على المصاب اتباع خطط صحية وفعالة للتعامل مع حالته. وفي ما يلي بعض المقترحات:
1. احصل على وقائع. حاول الحصول على أكبر قدر من المعلومات الأساسية والمفيدة. فكر باصطحاب أحد الأصدقاء أو أحد أفراد العائلة إلى الزيارات الطبية. ودون أسئلتك ومخاوفك قبل الذهاب. إذ تساعدك هذه المقاربة على تنظيم أفكارك والحصول على معلومات دقيقة، هذا بالإضافة إلى فهم الحالة والعلاج بشكل أفضل والمشاركة في أخذ القرار. ولكن تذكر بأن الأجوبة هي عبارة عن ظنون أو إحصاءات طبية. والواقع أن كل حالة تختلف عن الأخرى. وغالبا ما تشتمل الأسئلة على ما يلي:
- هل حالتي قابلة للعلاج؟
- ما هي خيارات العلاج المتوفرة؟
- ماذا علي أن أتوقع خلال العلاج؟
- هل سيكون علاجي مؤلما؟
- متى يجب علي الاتصال بالطبيب؟
- ما الذي علي القيام به لمنع السرطان من أن يعاود الظهور؟
- ما هي عوامل خطر إصابة أفراد عائلتي (خاصة الأطفال)؟
2. ضع خطة خاصة بك لمكافحة المرض. كما أن علاج السرطان فردي، كذلك هو الأمر بالنسبة إلى خطة المكافحة التي يجب عليك اتباعها. إليك في ما يلي بعض الأفكار:
- تعلم تقنيات الاسترخاء.
- شاطر العائلة أو الأصحاب أو طبيبك مشاعرك بكل صراحة.
- ضع مفكرة لمساعدتك على تنظيم أفكارك.
- عند مواجهة أي قرار صعب، ضع الحسنات والسيئات لكل قرار.
- جد مصدر قوة في إيمانك.
- خصص وقتا تبقى فيه وحدك.
- واصل العمل ونشاطات التسلية.
3. أبق التواصل مفتوحا بينك وبين أحبائك والطبيب وآخرين. فقد تشعر بالانعزال إن حاول المحيطون بك إخفاء الأخبار المزعجة عنك. ولكن لو شعرت أنت والآخرون بحرية في التعبير عن انفعالاتكم، فقد تستمدون القوة من بعضكم.
4. صورتك الذاتية مهمة. فبالرغم من أن البعض قد لا يلاحظون التغيرات الجسدية التي تطرأ عليك، أنت ستلاحظ. والواقع أن شركات التأمين غالبا ما تساعد في دفع تكاليف الشعر المستعار ووجبات الأسنان وأجهزة التكيف.
5. من شأن أسلوب المعيشة الصحي أن يحسن مستوى الطاقة ويساعد على نمو الخلايا السليمة. ويشتمل ذلك على الحصول على قسط واف من الراحة وعلى تغذية سليمة إضافة إلى ممارسة الرياضة والنشاطات المسلية.
6. اسمح للأصدقاء وأفراد العائلة بمساعدتك. فغالبا ما يمكنهم القيام عنك ببعض المهام كقيادة السيارة أو تحضير الوجبات أو المساعدة في الأعمال المنزلية. تعلم بالتالي تقبل المساعدة. فقبول مساعدة الأشخاص الذين يهتمون لأمرك يمنحهم دورا في الأوقات العصيبة.
7. راجع أهدافك وأولوياتك. فكر بما هو مهم فعلا في حياتك. خفف من النشاطات غير الضرورية، وانفتح أكثر على الذين يحبونك وشاطرهم أفكارك ومشاعرك. فالسرطان يؤثر في جميع علاقاتك. غير أن التواصل يساعدك على تخفيف الانفعال والخوف الذي يسببه المرض عادة.
8. حاول الحفاظ على أسلوب عيش طبيعي. عش كل يوم بيومه. إذ من الأسهل اتباع هذه الاستراتيجية في الأوقات العصيبة. فعندما يكون المستقبل غير واضح المعالم، يصبح التنظيم والتخطيط له مربكا فجأة.
9. حافظ على موقف إيجابي. احتفل بكل يوم يمر. فإن مررت بيوم عصيب دعه يمضي وانتقل بإيجابية إلى اليوم التالي. لا تدع السرطان يتحكم بحياتك.
10. كافح المعتقدات الخاطئة. لا يزال كثير من المعتقدات القديمة المقترنة بالسرطان موجودا. فقد يتساءل الأصدقاء إن كان السرطان معديا، بينما يشك زملاؤك في مقدرتك على القيام بوظائفك. طمئن الآخرين بأن الأبحاث أظهرت أن المصابين بالسرطان يعادلون باقي العاملين في قدرتهم الإنتاجية، ولا يتغيبون أكثر منهم. وذكر الأصدقاء أنه حتى ولو شكل السرطان جزءا مخيفا من حياتك، ليس عليهم الخوف من التواجد بقربك.
11. ابحث عن خيارات خاصة بالتأمين. فإن كنت موظفا، قد تعجز عن تغيير وظيفتك خوفا من عدم كونك مؤهلا لدى مؤسسة التأمين الجديدة. وفي حال كنت متقاعدا، قد تجد صعوبة في الحصول على تأمين إضافي. تأكد أيضا ما إذا كانت دولتك تؤمن تأمينا صحيا للأشخاص الذين يصعب تأمينهم. وابحث لدى مجموعات التأمين وذلك عبر المنظمات المهنية أو الأخوية أو السياسية.
التغذية أهمية كبرى
ما من دليل مؤكد على أن تجنب أنواع معينة من الأطعمة أو فرط تناول غيرها يساعد على علاج السرطان. غير أن التغذية السليمة هامة للعيش مع المرض. والواقع أن من شأن السرطان أن يخفف من شهية المصاب ويغير طعم بعض المأكولات، كما أنه قد يعيق امتصاص الجسم للمغذيات الموجودة في الأطعمة. وتبين الدراسات أنه يمكن للتغذية الجيدة أن:
= تزيد من فرص تحمل العلاج بنجاح
= تحسن من شعور المريض بالراحة
= تحسن عمل النسيج والجهاز المناعي
= تؤمن حاجة الجسد للسعرات الحرارية والبروتينات من أجل إعادة بناء الأنسجة المتلفة.
ومن شأن عقار جديد يدعى أسيتات الماجيسترول (المتوافر على شكل أقراص أو سائل)، إن هو أخذ عدة مرات في اليوم، أن يساعد على الحفاظ على الوزن أو زيادته.
العناية الذاتية
في ما يلي بعض النصائح الغذائية إن كنت تخسر وزنك وتحتاج إلى مزيد من السعرات الحرارية:
= إن كان طعم اللحوم يزعجك، فإن الأجبان الخفيفة الطعم واللبن تمثل مصدرا بديلا جيدا للبروتين. جرب تناول سندويش من زبدة الفول السوداني أو فاكهة مدهونة بزبدة الفول السوداني. كذلك فإن بعض الخضار كالفاصوليا والحمص واللوبيا تشكل مصادر جيدة للبروتين خاصة عند مزجها ببعض الحبوب كالرز أو الذرة أو الخبز.
= ضمن الأطعمة التي تتناولها أكبر قدر ممكن من السعرات الحرارية. سخن الخبز وادهنه بالزبدة أو المارغارين أو المربى أو العسل. ورش على الأطعمة البندق المجروش.
= من الممكن احتمال الأطباق المبهرة قليلا كمشتقات الحليب والبيض والدجاج والسمك والمعكرونة.
= إن كنت تجد صعوبة في تناول كمية ملائمة من الطعام في وجبة واحدة، تناول كميات قليلة في وجبات أكثر عددا. وامضغ طعامك ببطء.
= إن كانت رائحة الطعام تشعرك بالغثيان، استعمل المايكرووايف أو اختر أطعمة سريعة الإعداد أو يمكن تسخينها على حرارة منخفضة.
= من شأن السوائل المغذية أن تزيد من مخزون البروتين والسعرات الحرارية. ومن هذه السوائل حساء الكريما أو الحليب أو الكاكاو أو الحليب المخضوض أو الشعير أو المشروبات الغذائية الجاهزة. ويمكن للطبيب الفيزيائي أو خبير التغذية أن يساعد على تحديد ما إذا كنت بحاجة إلى مكمل غذائي.
ماذا عن الألم؟
يمثل الألم مصدر خوف كبير للمصابين بالسرطان، مع أنه ما من داع لذلك. فأكثر من نصف المصابين بالمرض لا يشعرون بألم يذكر. لا بل إن المصابين بالسرطان يعانون من ألم أقل من مرضى التهاب المفاصل أو ذوي الاضطرابات العصبية. ويمكن السيطرة على الألم في جميع الحالات تقريبا. وتشتمل عقاقير تسكين الألم على ما يلي:
= عقاقير غير مخدّرة: يعتبر الأسبيرين عالي الفعالية، يعادل مفعوله أقوى المسكنات. كذلك فإن الأسيتامينوفين ومضادات الالتهاب غير المحتوية على الستيرويد فعالة أيضا وقد يكتفي المريض بجرعات يومية أقل من الأسبيرين. كما تشكل مضادات الإحباط مسكنات جيدة.
= مخدرات (المورفين والكوديين): تستعمل في حالات الألم الحاد، ويمكن أخذها عبر الفم (على شكل أقراص أو سائل) أو عبر الحقن أو مضخة يتحكم بها المريض أو لويحة جلدية بطيئة الإفراز.
= مهدئات: تزيد من راحة المريض عند استعمالها مع أدوية الألم.
أما تدابير تسكين الألم غير المرتكزة على العقاقير فتتضمن العلاج بالأشعة لتقليص الورم وتخفيف الآلام، الحقن أو الجراحة لسد المسالك العصبية التي تحمل إشارات الألم إلى الدماغ، التغذية المرتدة البيولوجية، التعديل المسلكي، التنويم الإيحائي، التنفس وتمارين الاسترخاء، التدليك، الحفز العصبي كهربائيا عبر الجلد أو الكمادات الحارة/الباردة.
العناية الذاتية
= لا تنتظر حتى يصبح الألم حادا كي تأخذ الدواء، بل تناوله حسب مواعيد محددة.
= لا تخف من الإدمان. فإن تم تناول المخدرات بشكل سليم، يكون خطر الإدمان عليها ضئيلا جدا. إضافة إلى ذلك، إن كان المريض بحاجة لتناول المخدرات لفترة طويلة من أجل تسكين الآلام الحادة، فإن الراحة التي تؤمنها هي غالبا أهم من أية إمكانية للإدمان.
= ضع خطة للتعامل مع الانفعالات كالقلق والإحباط، فمن شأنها أن تزيد الشعور بالألم سوءا.
السرطان لدى الأطفال
إن حالات السرطان غير شائعة بين الأطفال، ولكن عندما تحدث، يواجه الأهل قضايا ومشاكل من نوع خاص. والواقع أن الباحثين قد قطعوا أشواطا بعيدة في مجال علاج الحالات السرطانية بين الأطفال. واليوم فإن أكثر من 80 بالمئة من الأطفال المصابين بالسرطان يظلون على قيد الحياة لأكثر من خمس سنوات.
العناية الذاتية
إن كان طفلك مصابا بالسرطان، من الأهمية بمكان:
= اختيار الشخص الذي سيعالجه بعناية. ابحث عن مركز طبي يحتوي على أحدث وسائل علاج سرطانات الطفولة، ويؤمن دعما عاطفيا للعائلة.
= حاول الحفاظ على أسلوب معيشة طبيعي قدر الإمكان. فالإبقاء على البرامج والقواعد والتوقعات السابقة كما هي سيساعد الطفل على المقاومة ويزرع في رأسه فكرة مستقبل طويل.
= تحدث إلى مدرسي الطفل لمناقشة التوقعات السلوكية والأكاديمية.
= ابذل ما في وسعك للتعامل مع إمكانية الوفاة بطريقة صادقة ومباشرة. فالأطفال يحتاجون أن يقال لهم كل ما يمكنهم فهمه. والواقع أنه ما من طريقة واحدة صحيحة لإخبار الطفل عن الموت. لذا يجب تشجيعه على السؤال وإعطائه أجوبة مبسطة. ومن الممكن أن تمنعه مخاوفه من طرح الأسئلة، لذا ابدأ بسؤاله حول كيفية شعوره. ولا يجب أبدا الكذب عليه أو قطع وعود لن تتمكن من الوفاء بها أو الخوف من قول “لا أعلم”.
= شجعه على النشاطات التي تخفف من قلقه (كالرسم) وتساعده على التعبير عن مشاعره (كالتمثيل أو اللعب بالدمى).
= لا تتجاهل حاجات بقية أطفالك. فمن شأن الأشقاء أن يعطوا دعما كبيرا للأخ أو الأخت المريضين، غير أنهم يجب أن يعلموا بأن مكانتهم الخاصة في العائلة محفوظة.
المصدر: منتدى عدلات
3dlat.net المحتوى من
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق