التغيرات النفسية لدى المرأة خلال الحمل

0



الحمل تجربة صعبة تحمل الكثير من التغيرات للمرأة، وهو وقت حساس للنمو للمرأة كأم ولنمو طفلها. وعلى الرغم من جميع حالات الحمل تحمل اعراض متشابهة ، الا ان كل حالة حمل لها تحولات فريدة من نوعها .. تحولات خاصة في الجسم، و الهرمونات ، والتوقعات، والموقف تجاه الضغوط الثقافية المحيطة بها وذلك ما يجعل تجربة الحمل تختلف بين النساء. وطوال مراحل الحمل ، تشترك الامهات الحوامل في المرور بحالات نفسية مختلفة.



التغيرات النفسية التي تحدث في الغالب هي تغييرات طبيعية ومتوقعة، فكل علامة من علامات الحمل تؤدي الى التغيرات النفسية لدى النساء.فالأمهات يبدأن في مواجهة التغيرات النفسية فورا بعد معرفتهن بالحمل، وقد تكون هذه المشاعر هي الفرح والترقب اذا كان هذا الحمل منتظر وقد يؤدي ذلك الى مشاعر متضاربة من الافكار اذا كان حملاً غير متوقعاً او مرغوباً.



خلال الأشهر الثلاثة الأولى، تواجه الحوامل غالبا تغييرات عاطفية سريعة، حيث تزداد مستويات العاطفة والانفعال لدى المرأة وتنخفض فجأة بصورة كبيرة، وقد تصبح المشكلات التي تبدو تافهة عادة مزعجة، وتصيبها بالاكتئاب.



هذه التقلبات المزاجية تبدو واضحة في بعض الامهات أكثر من غيرها من الأمهات، فتغيرات المزاج عادة ما تتأثر بطبيعة المرأة الشخصية، و الدعم العاطفي الذي تتلقاه ، والهرمونات، وعوامل الاجهاد.



والاهم من ذلك ان الأشهر الثلاثة الأولى للحمل يرافقها مخاطر الإجهاض بنسبة حوالي 20 ٪ فتتطلب الراحة التامة وقد تتسبب هذه المشاعر بالمخاطر بالقلق والتوتر لدى المرأة الحامل والتفكير حول ما إذا كان حملها سيستمر أم لا.



العواطف المكثفة من الثلث الأول من الحمل تصبح أخف مع اقتراب المرأة من الثلث الثاني من الحمل. خلال الأشهر الرابع و حتى السادس من الحمل، تختفي المخاوف من الإجهاض و عدم الراحة الجسدية في الأشهر الثلاثة الأولى.



وقد تزداد الرغبة الجنسية للمرأة في هذه المرحلة، نظرا لزيادة افرازات المهبل و تدفق الدم الى منطقة الحوض. ولكن من ناحية أخرى، فالثلث الثاني من الحمل قد يثير القلق لدى النساء بشأن زيادة الوزن. فالوزن الزائد في كثير من الأحيان يجعل الأمهات يشعرن بفقدان الجاذبية والثقل. ونتيجة لذلك، قد تشعر المرأة بالقلق حول ما إذا كان شريكها لا يزال يراها جذابة.



تزداد مشاعر الترقب عندما تصل الأمهات للربع الثالث من الحمل، حيث تبدأ الحامل جسديا و عاطفيا في الاستعداد للولادة . وعادة ما تكون مشاعرها متناقضة تجاه استقرار الحمل، وخصوصا الام للمرة الأولى قد تشعر في كثير من الأحيان بالقلق فيما يتعلق بالولادة، كما قد تشعر بالقلق حول دخولها لعالم الأمومة.



وتساهم الرعاية والاهتمام من الشريك وأفراد الأسرة والأصدقاء في بث الاطمئنان لدى الام الحامل، مما يجعل العديد من الحوامل في الشهر الأخير من الحمل يشعرون بالتميز.



التغيرات النفسية الناجمة عن الحمل قد تؤثر تأثيرا كبيرا على حالة الام، جنبا إلى جنب مع نمو الطفل داخلها، فالجنين طوال فترة نموه في الرحم يتلقى باستمرار رسائل من الأم، فقد أظهرت الدراسات أن الجنين يحصل على إشارات كيميائية من خلال المشيمة، التي تشمل بعض علامات الحالة النفسية للأم، وتوضح الدراسات زيادة احتمالية الولادة المبكرة لدى الأطفال الرضع من أمهات مررن بحالة نفسية صعبة ، مما يجعل الام والجنين في حاجة إلى الرعاية الطبية المتخصصة.



وفي دراسة حديثة أجريت لفهم كيفية تأثير الحالة النفسية للأم على وضع الجنين، تم فحص النساء الحوامل من عوامل الاكتئاب قبل و بعد الولادة. وأظهرت النتائج أن ما يهم في تنمية الرضع كان ترابط البيئة قبل وبعد الولادة. وهذا يعني أن الأطفال الرضع الذين كان وضعهم أفضل هم الذين لديهم أمهات في حالة صحية جيدة قبل وبعد الولادة او اكتئاب قبل وبعد الولادة بينما ظهر تباطؤ في تطور الاطفال الرضع عند تغير الصحة النفسية للأم (الأمهات التي كانت بحالة صحية قبل الولادة ثم أصيبت بالاكتئاب بعد الولادة ، أو العكس بالعكس).



الأشهر التسعة للحمل تشكل ضغطاً نفسيا على الحامل التي ستصبح أماً، و يمكن التماس المشورة من المتخصصين كطبيب نسائي أو طبيب نفسي لمساعدة الأمهات الحوامل في فهم ما يمر بها، كما يمكن للمرأة الحامل البحث عن الدعم لدى شريك حياتها، والأسرة، والأصدقاء.



وأخيرا من المهم جدا للأم عدم تجاهل حالتها النفسية، وذلك للحفاظ على صحتها وصحة طفلها القادم الى الحياة.












http://ift.tt/1i5P9KZ من

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ثقافة زوجية

تصميم الورشه