وتاني وتالت بكرر ده مش اعلان لان كتاب الحب الالكتروني لشيرين فؤاد اساسا موجود بالنت للتحميل المجاني
وبردو بعتذر لاني مش بقدر انزله كله لانه كبير 200 صفحة وحتى الفهرس بتاعه متشعب كتير
------------------
الشخصية بالفضاء الالكتروني وظهور الذات الافتراضية
* تأثير خصائص الفضاء االكتروني على عاطفة الفضاء الالكتروني
* انواع العلاقات بالفضاء الالكتروني
*تولد الحب الالكتروني
* حب أم صداقة؟؟ وكيفية الفرق بينهما
* انتقال حب فضاء الالكتروني على أرض الواقع – معاير الفشل والنجاح
* الخيانة الالكترونية عبر الانترنت.. انوعها العاطفية والجنسية – اسباب الخيانة عبر الانترنت تحديدا – دلائل ومؤشرات وجود خيانة الكترونية بالمنزل – الانفصال او الطلاق العاطفي.
* انشطة الجنس الالكتروني (السيبرسكس) – انواعها – اسباب تولد السلوك الفاضح بالانترنت – الاغتصاب والتحرش الالكتروني
* ادمان الجنس عبر الانترنت – دورة ومراحل الادمان. مؤشرات الادمان – اسباب الادمان -
* أثر ادمان السيبر سكس عىل هرمونات الجسم وعلى الدماغ (الكوكاين الافتراضي)
* مراحل اكتشاف انخراط احد الزوجين في انشطة الجنس الالكتروني
* مراحل التعافي
*والاثر على الشخص- الزواج- الاطفال
* الزنا الالكتروني
أصنع فضاؤك الخاص
ده بس محاولة مساعدة كل واحد ازاي يفهم مشاعرة او مشاعر الزوج في الانترنت
3- جزء تالت من كتاب (الحب الالكتروني) لشيرين فؤاد
بيكلم عن ازاي رغم بعد المسافات ممكن تتولد عاطفة حب..
الجزء اللي قبل ده كان بيشرح بردو ازاي رغم ان بيكون في كذب وتغير في المعلومات..
وكمان عدم الرؤية المباشرة انه رغم ذلك ((قد)) تتولد عاطفةحب..
والكاتبة وضحت ان مش كل عواطف النت بتكون حب حقيقي.. منها اللي بيكون تسلية.. منها اللي بيكون صداقة ولكن الاتنين يتصورا انها حب وعشان كده بتفشل لما تنتقل العلاقة لارض الواقع
وكمان وضحت ازاي نفرق بين كل الانواع دي
واهم حاجة بتشرح وتثبت انه الحب اللي بيتولد في الفضاء الالكتروني ليه طبيعة خاصة ممكن يفشل لو انتقل لارض الواقع..وبردو بتشرح الاسباب والنتائج
شوفوا الموضوع كبير وهو تحليل نفسي مش مجرد كلام من حد او افتراضات عشان كده مش عارفه اوضح المقصود كله في مقتطفات
لكن بحاول لاني متأكد ان كل دي تساؤلات بعقول الكثير منا
ونبتدي الجزء ده
===============================================
1.ثاني خاصية هي البعد المكاني والزمني، كيف كان أثر البعد على العلاقات؟!
بالباب الأول، تحدثنا عن كيفية تواجد وعمل كلاً من البعد المكاني و البعد الزمني بالفضاء الإلكتروني، وتحققنا من أن مفهوم "المسافات" بالفضاء الإلكتروني، يختلف عن مفهوم المسافات الجغرافية بأرض الواقع، فالجميع بالفضاء الإلكتروني متقارب، رغم المسافات الكبيرة والبيئات المختلفة. ولكن يبقى إفتقاد عامل القرب المباشر، والتواجد المادي "الجسدي" والذي هو من أهم مطالب وإحتياجات العلاقات الإنسانية، حيث عمل الحواس" النظر، الرؤية، اللمس، السمع والشم" تزيد من أثر وجود الطرف الآخر، وقوة التفاعل معه.
المشاعر الإنسانية ما بين البعد والقرب..
المشاعر الإنسانية الإيجابية، تزداد بالقرب، والبعد يشكل عائقا أمام تلك العواطف، في حين العواطف السلبية، مثل الكراهية لا يمكن أن نتبادلها مع من قريب منا. مثلا الحب يكون للقريب منا و المسافة تقلل عادة الكثافة العاطفية لأنها تتعأرض مع حميمة العواطف. فالحب يتضمن تقييما إيجابيا عميقا لشخص آخر و الرغبة في القرب من هذا الشخص في أقرب وقت. كذلك المشاعر السلبية كالكراهية مثلا، تنخفض مع زيادة المسافات، حيث يضعف التعاطي أو التواصل مع الآخر، حتى إنه من المحتمل جدا أن يقل الشعور بالكراهية أو يتلاشى تماما. وبالجانب الآخر نجد إننا لا يمكن أن نتوجه بالكراهية لأشخاص لم نعرفهم أو- لا نتواصل معهم. الكراهية لا تكون مُوَجَّه إلى أولئك الذين هم غرباء تماماً بالنسبة لنا، والذين ليس لدينا معهم أي تواصل على الإطلاق . هكذا اعتدنا الشكل النموذجي لعواطف العلاقات الإنسانية عامة الايجابي منها والسلبي.
البعد هو بعد القلوب
ولكن لو تناولنا الزواج كمثال، فقد يحدث ببعض الحالات الإحساس بالكراهية أو إنتفاء العاطفة الإيجابية، ويكون التعبير عن ذلك بالبرود في التعامل أو التهرب منه، ورغم ذلك ولإعتبارات كثيرة يتعايش أحد الزوجين أو كلاهما مع ذلك الوضع، ذلك يعد دليل عملي على أن إنتفاء أو تلاشي المشاعر العاطفية، قد يحدث رغم القرب، بل أشد القرب.
حقيقة، القرب المادي لا يؤدي دائما إلى الأهمية العاطفية، فقد يحزن أحدهم لهزيمة فريق كرة القدم، أكثر من حزنه على موت أحد جيرإنه بنفس الشارع، اذن ليس كل ما هو بعيد يكون هدف أسهل لعاطفة سيئة أو سلبية، وليس كل قريب يجب أن نحمل له عاطفة حميدة أو إيجابية، فمشاعر سلبية مثل الحسد أو الكراهية قد تكون للجارالأقرب.
على الرغم من أن المسافة تقلل عادة الكثافة العاطفية، الا إنه هناك بعض الظروف التي تجعل المسافات تزيد من كثافة العاطفة. سواء كانت مسافات جغرافية أو زمنية، بكلتا الحالتين وبعالم الفضاء الإلكتروني نجد للبعاد بنوعيه الزماني والمكاني، أثراً مختلفا على كثافة وشدة العاطفة. فاللقاء والوداع.. لا يتم حسابهما بالمسافات أو بالزمن. فكم من أشخاص تباعد بينهما مسافات زمان ومكان، بينما الأرواح تلاقت و تآلفت، اطمأنت فسكنت، و كم من أشخاص تتلاقي كل يوم.. بل كل لحظه، و بينهما وداع صامت يأن، وداعا أبديا.. منذ أن إتفقت الروحان على.. البعد.
الغياب يزيد القلب لوعة
المسافات لها أثر متباين على المشاعر الإنسانية، فمشاعر مثلا كالخوف، الامل وجراح القلوب، تقل شدتهما كلما زادت المسافات الزمنية التي تبعدنا عن سبب الخوف أو سبيل تحقيق الامل كما تعني المقولة "الوقت يشفي جراح القلب"، وهذا هو البعد الزمني. بينما مشاعر مثل الإعجاب، لا يكون عامل البعد فارقا، بل العكس، كما قال "ديدرو" بعبارته الجميلة "المسافات هي مروج كبيرة من زهور الإعجاب"، حيث مع البعد يكون التركيز أكثر على كل ما هو ايجابي، بينما يقل وضوح كل ما هو دون ذلك أو سلبي.
أمر آخر وهو أن كلاً من البعد الزمني و المكاني يؤثر كلاهما بالآخر، لتكون النتيجة تضخم أثر الحدث. البعد المكاني وتلك المسافات الجغرافية الكبيرة التي تفصلنا عن الطرف الآخر، تجعلنا نلجأ لعامل البعد الزمني (الفترة الزمني بيك كل تواصل وآخر ) حيث نجتر" الإجترار هو أن العقل يعيد تذكر وتجسيد تفاصيل الحدث مرارا وتكرار"، مما يجعل كلاً من العقل والقلب يدوران بنفس الفلك، فتظل العاطفة مشتعلة.
بالعالم الحقيقي، نجد أن وجود البعد المكاني أو الزمني بقدر معين ضروري للحافظ على صحة العلاقات، لكن بقدر معين إن زاد عن حده أصبح ضار على قوة العلاقة، فقد اثبتت الدراسات عندما يكون بين الزوجين بعد مكاني او حتى زمني معقول تقل المشاكل بينهما ويسود الصفاء والسعادة أكثر، حيث البعد يساعد كلاً من الطرفين على التركيز على الجوانب الإيجابية العمقية والهامة في العلاقة، وبذات الوقت التغاضي عن السطحي و السلبي أو التافه منها. حيث البعد غالبا ما يُعزز أو يُحسن الآخر بالعقل والروح والإحتفاظ له بصورة مثالية مرسومه بداخلنا.
نعم للمسافات عذابتها الخاصة، لكن المردود منها من حميمية وعمق بالمشاعر يعوض تلك الآثار السلبية، و علاقات الإنترنت هي نوع فريد من العلاقات عن بعد، بالإضافة الى أنها تغلبت على سلبيات البعد، عن طريق اللقاءات المتكررة بالتواصل المستمر عبر الفضاء الإلكتروني من خلال وسائل التواصل المتعددة، فـ بكل لحظة خلال الأربع والعشرون ساعة، يمكن أن يحدث التواصل لفترات طويلة أو قصيرة، حتى وإن انتهي اللقاء، هي نهاية ظاهرية فقط . فالعقل يستمر في إجترار تفاصيل كل ما كان حتى يحين موعد التواصل التالي، مما يجعل التأثر العاطفي عميق ومكثف، تأثر داخلي عقلي وروحي ليس للمسافات الجغرافية أو للظروف الظاهرية عليه سطوة أو سلطة.
إمرأة متزوجة تحكي عن تجربتها على الإنترنت مع رجل متزوج تقول" بدأت معه محادثة بريئة بسيطةجدا. ومع مرور الوقت ناقشنا أمور عائلاتنا، ثم تطورت المحادثات لأكشف له عن كل ما بداخلي حتى تلك الأشياء التي لا أجروء على البوح بها لزوجي أو لصديقتي المقربة.، كذلك هوحكي لي كيف إنه الآن يفتقد لتلك المشاعر مع زوجته. الآن وعلى الرغم من إننا نعرف ما في قلوبنا من حب لأزواجنا، إلا إننا لم نتمكن من مقاومة هذه المشاعر لدينا لبعضنا البعض. فنحن أقرب لبعضنا حتى من قرب إحدانا لشريكه الفعلي من الأزواج"
المتاح جدا والمحال تماما
خاصية "البعد" بطبيعة الفضاء الإلكتروني تقدم للإنسان المشاعر وبها خصتان مميزتان، بل تعد من أهم مطالب الإنسان بالعاطفة، هما الحنين والشوق.
" الحنين" الحنين لفترات معينة بالعمر، الحنين لذكريات أو لأشخاص معينة، أو حتى الحنين لظروف أو حالة كانت متواجدة من قبل، أو حالة سمعنا عنها ولم نختبرها فنتمني الحصول عليها، مثل الحنين لعاطفة معينة نفتقد تواجدها بحياتنا، فليس كل الحنين يكون للماضي، بل منه ما هو حنين للحاضر والمستقبل. الفضاء الإلكتروني بما يحمل من فرص لا حصر لها وإختيارات عديدة كان بمثابة فرصة كبيرة لإِشْباع ذلك الحنين.
" الشوق" من أهم عناصر العاطفة المكثفة العميقة، ولا يوجد أفضل من أثر البعد المكاني والزمني بالفضاء الإلكتروني كعامل قوى لزيادة الشوق بكل لحظة، فهو يجسد الحالة كـ" المتاح جدا والمحال تماما", بمعنى تواصل ذهني و روحي مستمر، سواء كان كتابي أو مرئي ومشاعر مكثفة مشتعلة دائما، حيث اوقات البعد أو الاِنْفِصال تفسح المجال للشوق المحبب الذي تتوق له النفس، فيكون الشوق رغم عذابه إلا إنه كالوقود يزيد من شدة العاطفة وتأثيرها على القلب والروح.
والجدير بالذكر هنا، إننا لو حاولنا تحويل" الشوق" لـ" لاِنْتِماء"، بإلغاء البعد والخروج عن نطاق عالم الفضاء الإلكتروني، لعلاقة بالحياة الفعلية قد نتفاجأ بفشل العلاقة وذلك لتلاشي أهم مقوماتها..!!
خلاصة القول، أن خاصية البعد بطبيعة فضاء الإنترنت، أفرزت صفة أخرى مضادة في طبيعة العواطف، فالعلاقات العاطفية على الإنترنت هي بعيدة بالمعنى الجغرافي ولكنها فورية في الشعور الزمني. متقطعة في طبيعة التواصل لكنها متصلة الأثر بالعقل والروح.
وسلامو عليكو
وبردو بعتذر لاني مش بقدر انزله كله لانه كبير 200 صفحة وحتى الفهرس بتاعه متشعب كتير
------------------
الشخصية بالفضاء الالكتروني وظهور الذات الافتراضية
* تأثير خصائص الفضاء االكتروني على عاطفة الفضاء الالكتروني
* انواع العلاقات بالفضاء الالكتروني
*تولد الحب الالكتروني
* حب أم صداقة؟؟ وكيفية الفرق بينهما
* انتقال حب فضاء الالكتروني على أرض الواقع – معاير الفشل والنجاح
* الخيانة الالكترونية عبر الانترنت.. انوعها العاطفية والجنسية – اسباب الخيانة عبر الانترنت تحديدا – دلائل ومؤشرات وجود خيانة الكترونية بالمنزل – الانفصال او الطلاق العاطفي.
* انشطة الجنس الالكتروني (السيبرسكس) – انواعها – اسباب تولد السلوك الفاضح بالانترنت – الاغتصاب والتحرش الالكتروني
* ادمان الجنس عبر الانترنت – دورة ومراحل الادمان. مؤشرات الادمان – اسباب الادمان -
* أثر ادمان السيبر سكس عىل هرمونات الجسم وعلى الدماغ (الكوكاين الافتراضي)
* مراحل اكتشاف انخراط احد الزوجين في انشطة الجنس الالكتروني
* مراحل التعافي
*والاثر على الشخص- الزواج- الاطفال
* الزنا الالكتروني
أصنع فضاؤك الخاص
ده بس محاولة مساعدة كل واحد ازاي يفهم مشاعرة او مشاعر الزوج في الانترنت
3- جزء تالت من كتاب (الحب الالكتروني) لشيرين فؤاد
بيكلم عن ازاي رغم بعد المسافات ممكن تتولد عاطفة حب..
الجزء اللي قبل ده كان بيشرح بردو ازاي رغم ان بيكون في كذب وتغير في المعلومات..
وكمان عدم الرؤية المباشرة انه رغم ذلك ((قد)) تتولد عاطفةحب..
والكاتبة وضحت ان مش كل عواطف النت بتكون حب حقيقي.. منها اللي بيكون تسلية.. منها اللي بيكون صداقة ولكن الاتنين يتصورا انها حب وعشان كده بتفشل لما تنتقل العلاقة لارض الواقع
وكمان وضحت ازاي نفرق بين كل الانواع دي
واهم حاجة بتشرح وتثبت انه الحب اللي بيتولد في الفضاء الالكتروني ليه طبيعة خاصة ممكن يفشل لو انتقل لارض الواقع..وبردو بتشرح الاسباب والنتائج
شوفوا الموضوع كبير وهو تحليل نفسي مش مجرد كلام من حد او افتراضات عشان كده مش عارفه اوضح المقصود كله في مقتطفات
لكن بحاول لاني متأكد ان كل دي تساؤلات بعقول الكثير منا
ونبتدي الجزء ده
===============================================
1.ثاني خاصية هي البعد المكاني والزمني، كيف كان أثر البعد على العلاقات؟!
بالباب الأول، تحدثنا عن كيفية تواجد وعمل كلاً من البعد المكاني و البعد الزمني بالفضاء الإلكتروني، وتحققنا من أن مفهوم "المسافات" بالفضاء الإلكتروني، يختلف عن مفهوم المسافات الجغرافية بأرض الواقع، فالجميع بالفضاء الإلكتروني متقارب، رغم المسافات الكبيرة والبيئات المختلفة. ولكن يبقى إفتقاد عامل القرب المباشر، والتواجد المادي "الجسدي" والذي هو من أهم مطالب وإحتياجات العلاقات الإنسانية، حيث عمل الحواس" النظر، الرؤية، اللمس، السمع والشم" تزيد من أثر وجود الطرف الآخر، وقوة التفاعل معه.
المشاعر الإنسانية ما بين البعد والقرب..
المشاعر الإنسانية الإيجابية، تزداد بالقرب، والبعد يشكل عائقا أمام تلك العواطف، في حين العواطف السلبية، مثل الكراهية لا يمكن أن نتبادلها مع من قريب منا. مثلا الحب يكون للقريب منا و المسافة تقلل عادة الكثافة العاطفية لأنها تتعأرض مع حميمة العواطف. فالحب يتضمن تقييما إيجابيا عميقا لشخص آخر و الرغبة في القرب من هذا الشخص في أقرب وقت. كذلك المشاعر السلبية كالكراهية مثلا، تنخفض مع زيادة المسافات، حيث يضعف التعاطي أو التواصل مع الآخر، حتى إنه من المحتمل جدا أن يقل الشعور بالكراهية أو يتلاشى تماما. وبالجانب الآخر نجد إننا لا يمكن أن نتوجه بالكراهية لأشخاص لم نعرفهم أو- لا نتواصل معهم. الكراهية لا تكون مُوَجَّه إلى أولئك الذين هم غرباء تماماً بالنسبة لنا، والذين ليس لدينا معهم أي تواصل على الإطلاق . هكذا اعتدنا الشكل النموذجي لعواطف العلاقات الإنسانية عامة الايجابي منها والسلبي.
البعد هو بعد القلوب
ولكن لو تناولنا الزواج كمثال، فقد يحدث ببعض الحالات الإحساس بالكراهية أو إنتفاء العاطفة الإيجابية، ويكون التعبير عن ذلك بالبرود في التعامل أو التهرب منه، ورغم ذلك ولإعتبارات كثيرة يتعايش أحد الزوجين أو كلاهما مع ذلك الوضع، ذلك يعد دليل عملي على أن إنتفاء أو تلاشي المشاعر العاطفية، قد يحدث رغم القرب، بل أشد القرب.
حقيقة، القرب المادي لا يؤدي دائما إلى الأهمية العاطفية، فقد يحزن أحدهم لهزيمة فريق كرة القدم، أكثر من حزنه على موت أحد جيرإنه بنفس الشارع، اذن ليس كل ما هو بعيد يكون هدف أسهل لعاطفة سيئة أو سلبية، وليس كل قريب يجب أن نحمل له عاطفة حميدة أو إيجابية، فمشاعر سلبية مثل الحسد أو الكراهية قد تكون للجارالأقرب.
على الرغم من أن المسافة تقلل عادة الكثافة العاطفية، الا إنه هناك بعض الظروف التي تجعل المسافات تزيد من كثافة العاطفة. سواء كانت مسافات جغرافية أو زمنية، بكلتا الحالتين وبعالم الفضاء الإلكتروني نجد للبعاد بنوعيه الزماني والمكاني، أثراً مختلفا على كثافة وشدة العاطفة. فاللقاء والوداع.. لا يتم حسابهما بالمسافات أو بالزمن. فكم من أشخاص تباعد بينهما مسافات زمان ومكان، بينما الأرواح تلاقت و تآلفت، اطمأنت فسكنت، و كم من أشخاص تتلاقي كل يوم.. بل كل لحظه، و بينهما وداع صامت يأن، وداعا أبديا.. منذ أن إتفقت الروحان على.. البعد.
الغياب يزيد القلب لوعة
المسافات لها أثر متباين على المشاعر الإنسانية، فمشاعر مثلا كالخوف، الامل وجراح القلوب، تقل شدتهما كلما زادت المسافات الزمنية التي تبعدنا عن سبب الخوف أو سبيل تحقيق الامل كما تعني المقولة "الوقت يشفي جراح القلب"، وهذا هو البعد الزمني. بينما مشاعر مثل الإعجاب، لا يكون عامل البعد فارقا، بل العكس، كما قال "ديدرو" بعبارته الجميلة "المسافات هي مروج كبيرة من زهور الإعجاب"، حيث مع البعد يكون التركيز أكثر على كل ما هو ايجابي، بينما يقل وضوح كل ما هو دون ذلك أو سلبي.
أمر آخر وهو أن كلاً من البعد الزمني و المكاني يؤثر كلاهما بالآخر، لتكون النتيجة تضخم أثر الحدث. البعد المكاني وتلك المسافات الجغرافية الكبيرة التي تفصلنا عن الطرف الآخر، تجعلنا نلجأ لعامل البعد الزمني (الفترة الزمني بيك كل تواصل وآخر ) حيث نجتر" الإجترار هو أن العقل يعيد تذكر وتجسيد تفاصيل الحدث مرارا وتكرار"، مما يجعل كلاً من العقل والقلب يدوران بنفس الفلك، فتظل العاطفة مشتعلة.
بالعالم الحقيقي، نجد أن وجود البعد المكاني أو الزمني بقدر معين ضروري للحافظ على صحة العلاقات، لكن بقدر معين إن زاد عن حده أصبح ضار على قوة العلاقة، فقد اثبتت الدراسات عندما يكون بين الزوجين بعد مكاني او حتى زمني معقول تقل المشاكل بينهما ويسود الصفاء والسعادة أكثر، حيث البعد يساعد كلاً من الطرفين على التركيز على الجوانب الإيجابية العمقية والهامة في العلاقة، وبذات الوقت التغاضي عن السطحي و السلبي أو التافه منها. حيث البعد غالبا ما يُعزز أو يُحسن الآخر بالعقل والروح والإحتفاظ له بصورة مثالية مرسومه بداخلنا.
نعم للمسافات عذابتها الخاصة، لكن المردود منها من حميمية وعمق بالمشاعر يعوض تلك الآثار السلبية، و علاقات الإنترنت هي نوع فريد من العلاقات عن بعد، بالإضافة الى أنها تغلبت على سلبيات البعد، عن طريق اللقاءات المتكررة بالتواصل المستمر عبر الفضاء الإلكتروني من خلال وسائل التواصل المتعددة، فـ بكل لحظة خلال الأربع والعشرون ساعة، يمكن أن يحدث التواصل لفترات طويلة أو قصيرة، حتى وإن انتهي اللقاء، هي نهاية ظاهرية فقط . فالعقل يستمر في إجترار تفاصيل كل ما كان حتى يحين موعد التواصل التالي، مما يجعل التأثر العاطفي عميق ومكثف، تأثر داخلي عقلي وروحي ليس للمسافات الجغرافية أو للظروف الظاهرية عليه سطوة أو سلطة.
إمرأة متزوجة تحكي عن تجربتها على الإنترنت مع رجل متزوج تقول" بدأت معه محادثة بريئة بسيطةجدا. ومع مرور الوقت ناقشنا أمور عائلاتنا، ثم تطورت المحادثات لأكشف له عن كل ما بداخلي حتى تلك الأشياء التي لا أجروء على البوح بها لزوجي أو لصديقتي المقربة.، كذلك هوحكي لي كيف إنه الآن يفتقد لتلك المشاعر مع زوجته. الآن وعلى الرغم من إننا نعرف ما في قلوبنا من حب لأزواجنا، إلا إننا لم نتمكن من مقاومة هذه المشاعر لدينا لبعضنا البعض. فنحن أقرب لبعضنا حتى من قرب إحدانا لشريكه الفعلي من الأزواج"
المتاح جدا والمحال تماما
خاصية "البعد" بطبيعة الفضاء الإلكتروني تقدم للإنسان المشاعر وبها خصتان مميزتان، بل تعد من أهم مطالب الإنسان بالعاطفة، هما الحنين والشوق.
" الحنين" الحنين لفترات معينة بالعمر، الحنين لذكريات أو لأشخاص معينة، أو حتى الحنين لظروف أو حالة كانت متواجدة من قبل، أو حالة سمعنا عنها ولم نختبرها فنتمني الحصول عليها، مثل الحنين لعاطفة معينة نفتقد تواجدها بحياتنا، فليس كل الحنين يكون للماضي، بل منه ما هو حنين للحاضر والمستقبل. الفضاء الإلكتروني بما يحمل من فرص لا حصر لها وإختيارات عديدة كان بمثابة فرصة كبيرة لإِشْباع ذلك الحنين.
" الشوق" من أهم عناصر العاطفة المكثفة العميقة، ولا يوجد أفضل من أثر البعد المكاني والزمني بالفضاء الإلكتروني كعامل قوى لزيادة الشوق بكل لحظة، فهو يجسد الحالة كـ" المتاح جدا والمحال تماما", بمعنى تواصل ذهني و روحي مستمر، سواء كان كتابي أو مرئي ومشاعر مكثفة مشتعلة دائما، حيث اوقات البعد أو الاِنْفِصال تفسح المجال للشوق المحبب الذي تتوق له النفس، فيكون الشوق رغم عذابه إلا إنه كالوقود يزيد من شدة العاطفة وتأثيرها على القلب والروح.
والجدير بالذكر هنا، إننا لو حاولنا تحويل" الشوق" لـ" لاِنْتِماء"، بإلغاء البعد والخروج عن نطاق عالم الفضاء الإلكتروني، لعلاقة بالحياة الفعلية قد نتفاجأ بفشل العلاقة وذلك لتلاشي أهم مقوماتها..!!
خلاصة القول، أن خاصية البعد بطبيعة فضاء الإنترنت، أفرزت صفة أخرى مضادة في طبيعة العواطف، فالعلاقات العاطفية على الإنترنت هي بعيدة بالمعنى الجغرافي ولكنها فورية في الشعور الزمني. متقطعة في طبيعة التواصل لكنها متصلة الأثر بالعقل والروح.
وسلامو عليكو
http://arb3.maktoob.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق