ستذكرني إذا عاشرت غيري *** وتبكي عشرتي زمناً طويلاً

0




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





إن الحياة الزوجية حياة تجمع بين حبيبين، وإن شئت فقل بين زهرة ونحلة، كل واحد منهما يأنس بصاحبه، علاقة أخذ وعطاء، بذل وتضحية، وقد لا تشعر النحلة بقيمة الزهرة أثناء تلاقيهما، أو قد تتضايق الزهرة بوجود النحلة عليها ، ولكن ما إن تطير النحلة وتذهب بعيدة عن هذه الزهرة إلا وقد اعترت الزهرة مرارة الفراق، فتذبل مغمضة عينيها منكسة رأسها من شدة الألم، وحسرة الندم، على فراق من كانت تؤنسها .





أما هذه النحلة فقد لا تتأثر بمشاعر الفراق من أول وهلة -على عكس حالة الزهرة الضعيفة التي لا تقوى على الفراق-، ولكنها مع مرور الوقت، يبدأ الحنين يسري في عروقها، فمهما كان البعد فلن يدوم، وسيبقى فراق هذه النحلة للزهرة بقدر ما أخذت من عبق رياحينها، وتغذت من رحيقها، ثم لا تجد هذه النحلة إلا وقد دهمها شعور الألم والفراق، والوحشة والافتراق، تشتاق للوصال وتحن للقيا، فتطير باحثة عن زهرتها لتعود إليها، شاعرة بألا غنى لها عنها، وعندها يختلج الزهرة شعور بعودة النحلة، فقرع دوي النحلة على مسامعها، فرفعت رأسها، وفتحت عينيها تستقبل بناظريها أنيسة وحشتها، فكان اللقاء وتم الوصال، وكأني بهما بعد هذا الفراق المرير واللقاء الحميم يقولان:





ستذكرني إذا عاشرت غيري *** وتبكي عشرتي زمناً طويلاً





فإلى الزوجين الكريمين .. هل لكما في هذا الوصف معتبر؟ وهل لكما بعد هذا الحنين والفراق مدّرك؟ إني أهيب بكما أن تستشعرا ألم الفراق، ولو لم يكن هنا فراق، فاعتبروا بمن حولكم، وتأملوا التجارب والقصص من بني جنسكم، وعندها ستدركان حقيقة الفراق، وتتجلى لكما صورتها الأليمة، فيدعوكما إلى أن تتمسكا بعلاقتكما، وأن تحافظا عليها من أي مكدر أو منغص، وتجنبا الأسباب التي تجعلكما لا تقدران بعضكما إلا عند الرحيل، وهي:



- الشعور بإمكانية الاستغناء عن الآخر، فأصبح كل من الزوج والزوجة لا يشكل أهمية حقيقية للآخر.

-عدم التجديد في الحياة الزوجية، وسيادة حالة الملل والرتابة.

-عدم توقع أضرار نتيجة الفراق، وذلك لعدم تصورها في الذهن.
















http://arb3.maktoob.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ثقافة زوجية

تصميم الورشه