من أجل حياة سعيدة و عائله فاضله !

0



..













انطلقت الكلمات من فم المرأة الجالسة أمامي فيما كانت عيناها تتوسلان العون : هل كان في وسعي أن افعل غير ما فعلت ؟ لو عاد اولادي صغاراً ماذا كنت أفعل ؟


وكانت محدثتي يعذبها شعورها بأن أولادها انحرفو عن الخط القويم وهذا شاهد على اخفاقها كأم .

ولم تبارح أسئلة هذه المرأة ذهني ترى ماللذي جنيته من خبرتي الشخصية كأم وفي السنوات اللتي صرفتها في إرشاد الآخر ولو قيض لي أن اربي عائلتي من جديد ماذا كنت أفعل لتحسين علاقتي بأولادي ؟

بعد تفكير بهذا الأمر دونت الملاحظات الآتية باختصار وعلى عجل أظن أنها تحوي خير جواب لو كنت أبدأ حياتي العائلية من جديد ؟




أولاً : لأحببت زوجي أكثر :

إن العلاقة التي تفرضها الحياة العائلية تؤدي إلى أن يأخذ أفرادها أحدهم بلا مبالاة وهذا من شأنه أن يغلف أقوى حب بالرتابة والوهن , لذلك لو تنسى لي أن أبدأ من جديد لأحببت أبو أولادي أكثر على نحو يتيح لهم أن يسلموا هذه المحبة ولكنت أظهرت لهم عطفي أيضاً من خلال أمور صغيرة كأن أزيح له الكرسي على المائدة وأقدم له الهدايا في المناسبات الخاصة وأكتب له الرسائل عندما يكون مسافراً .

لقد وجدت أن الأولاد الذين يدرون بمحبة والديهم أحدهما للأخر لايستعصي عليهم فهم محبة الله تعالى لنا أو جمال الحياة الزوجية إن الحب الذي يكنه الوالدان أحدهما للآخر يسري الى الولد ويؤهله لاكتشاف الحب في جميع علاقاته المقبلة .

أهي مغالاة في إظهار العاطفة ؟

إننا إذاً نحتاج إلى مقدار أكبر منها . والغالب أن تكون العاطفة متأججة قبل الزواج ثم تخمد بعده .



ثانياً : لقويت عناصر الانتماء:
إذا لم يشعر الولد بانتمائه إلى عائلة فهو سيبحث عن جماعة أخرى ينتمي إليها ثمة كثيرون يعيشون تحت سقف واحد ولكن تقوم حواجز هائلة وهناك عدد كبير من الأولاد لا يرون والديهم إلا وقت العشاء ومنهم من لايبصر والديه طوال أيام وآخرون لايرونهم سوى دقائق معدودة خلال اسبوع

لو بدأت حياتي العائلية الآن لخصصت جزئاً أكبر من أوقات الطعام لأصغي لأفراد عائلتي وهم يسردون ماحصل معهم ذلك اليوم عوضاً عن الإسراع في الأكل واجتناب الكلام ولكنت وجدت وقتاً أطول للتسلية وابتكار ألعاب يمكن أن يشترك فيها الجميع ولكنت حفزت أولادي على أداء الواجبات البيتية بعناية اكبر عندما يشعر الولد بانتمائه على العائلة يكتسب استقرار يجعله يصم أذنيه لسخرية الرعاع



ثالثاً : لكنت أشد مرحاً مع أولادي:
قيل أفضل طريقة لتربية الصلاح لدى الأطفال هي جعلهم سعداء وأرى اليوم أني كنت أحياناً كثيرة صارمة ومبالغة في الرزانة وفي ودي لو استطعت أن أكون أشد مرحاً مع أولادي .

وإني أتذكر المشاهد المضحكة التي كان أولادنا يعرضونها علينا والطرائف التي يحملونها من المدرسة , والأوقات التي كنت استجيب فيها لتلك النوادر . إن تلك الخبرات السعيدة وسعت حبنا وفتحت
الباب لفعل بعض الأمور معاً وهي مازالت تشدنا بعضاً إلى بعض .

رابعا : لكنت مستمعة أكثر :
إن معظمنا ينظر إلى كلام الأطفال كثرثرة تافهة لكني مقتنعة اليوم بأن هناك علاقة أساسية بين إصغائك إلى اهتمامات ولدك في طفولته ومدى إشراكه والديه في اهتماماته خلال سني المراهقة . لوعاد أولادي أطفالا لكنت أقوى احتمالاً لمقاطعتهم إياي وأنا أقوم بأعمالي المنزلية وهناك قصة عن طفل حاول مراراً أن يلفت والدته إلى خدش في إصبعه فقالت والدته بنفاذ صبر : " لايمكنني أن أفعل أي شيء لأصبعك فهل تظن العكس ؟ " وأجاب الصغير:" نعم يا أمي يكفي أن تقولي أنكِ متأثرة " .

ومرة كنت مع والدة لم تستجب لدعوات ابنها الصغير المتكررة بل قالت لي :"إنه طفل يتكلم " وتبادر فيذهني أن الوقت لن يطول قبل أن تدعو تلك الأم أبنها فلا تسمع سوى العبارة الآتية :" إنها عجوز تتكلم " ؟؟ .



خامساً : لشجعت أفراد عائلتي أكثر:
من المحتمل أن لاشيء يحفز ولداً إلى حب الحياة والسعي إلى تحقيق ذاته أكثر من إطرائه بصدق على عمل ناجح .

لقد بت أعلم أن التشجيع منناحية تربوية أفضل من اللوم والتأنيب فالإنتقاد انتقاء الأخطاء يلبسان الولد الإعتماد على نفسه في حين ينمي الثقة بالذات ويدفع بلوغ الهدف إن في النفس البشرية حاجة إلى التشجيع من الآخرين إذ عبر الآخرون عن تقديم لما فهذا يجعلنا ننمو بعافية أكبر لذلك لو قُدر لي بدء حياتي العائلية من جديد لما غاب عن بالي توجيه عبارات المديح لأولادي يومياً مراعية ليس ماهو عليه الطفل اليوم فحسب بل ما يمكنه أن يكون غداً.



سادساً : لتقاسمت وإياهم مراقبة الله تعالى :
إننا لانحقق ملء إنسانيتا إذا اكتفينا بالنواحي المادية والاجتماعية والعقلية من حياتنا وإذا كان للعالم أن يعرف الله تعالى ومشيئته فهذا يجب أن يتم عن طريق الوالدين أولاً

لو بدأت من جديد لحاولت جاهداً إشراك أولادي في ما أؤمن به ناقلاً إليهم إيماني بعفوية كما كان في ودي عوضاً عن فرض المفاهيم الدينية بشكل روتيني بحت

إن أولى عناية أكبر الأمور التي يحبها أولادي ويهتمون بها نافذاً مهماً إلى الحقائق الدينية وأن أعلمهم الإلتزام بالسنن في جميع أمورهم الحياتية والإبتعاد عن المنهيات التزاماً لأوامر الخالق ولكنت وفرت عليهم بذلك صعوبة تقيدهم بالطاعات عند الكبر لو كان لي أن أبدأ حياتي من جديد لحاولت قبل كل شيء أن أزرع محبة الله ورسوله في قلوب أولادي ..









مما قرأت

http://ift.tt/H2nC1e | هذا المحتوى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظه © ثقافة زوجية

تصميم الورشه