السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته
الحياة الزوجية حياة تفاعلية في الكثير من جوانبها؛ ومن أبرز هذه الجوانب التي تحتاج إلى التفاعل الجانب الجنسي، وهو جانب يلتقي فيه الزوجان على فراش العفة، وبساط المحبة، وهو من مقاصد الزواج الذي جعل الله تعالى فيه كلا الزوجين لباساً للآخر، فيحصل اللمس المباشر، وتحصل الملاصقة الدافئة، ويحصل الستر اللطيف، فلقاء الزوجين الجنسي مع ما فيه من اللذة إلا أنه قد يكون فاتراً، وغير مشبع، وليس بمقنع، بل يبقى القلق جاثماً، واليأس محلقاً، والحلم بإكمال اللذة مستمراً، وكل ذلك بسبب عدم التفاعل من أحد الطرفين في ما هم فيه، فقد يكتفي بحضور جسده مع غياب مشاعره وأحاسيسه، وانعدام لمساته وحركاته الساحرة، وأصواته الخافتة، وهذا قد يكثر عند النساء، فيتفاعل الزوج ويتفنن ويحاول الإبداع وإذا ببرود زوجته يحطم كل ما وصل إليه من مشاعر، ويهدم كل ما بناه من أحاسيس، فتكون الزوجة دائماً في مقام المتلقي، أو تقوم بأداء واجب ثقيل تخاف الإثم، ولا تبالي على أي وجه يُؤدى، وقد يكون البرود من جانب الزوج بأن يظن أن اللقاء هو الإيلاج حتى إذا وصل إلى الذروة قام عن تلك المسكينة التي لا تزال في بداية التفاعل، وكأنها آلة خلقت لكي يفرغ فيها ثم ينصرف! وما علم أن لها حقاً في التمتع بقبلاته ولمساته، وإطالة وقت إيلاجه، وفعل ما يمكنه مما تشير عليه، أو يشعر بتلذذها به من الأمور التي تصل بها إلى ذروتها المرجوة، ولذتها المنشودة .
إن تفاعل الطرفين في الجماع يعني حياة خالية من التوتر والنفور النفسي، ويعني في نفس الوقت حياة مليئة بالراحة النفسية، والنجاح في كل جوانب الحياة الزوجية، وتفاهم وسعادة تغمر القلوب وتنعش الأرواح، فالتفاعل في اللقاء يضفي إليه جاذبية عجيبة، ويجعله من الأمور الذي ينتظرها الزوجان بفارغ الصبر، ولابد من التنبيه على أن التفاعل قد يختفي بسبب ظروف معينة عند أحد الطرفين، كأن يكون مرهقاً، أو يحتاج إلى نوم، أو عنده بعض المشكلات النفسية التي تؤرقه، أو غير ذلك، فيكون التعامل والحالة هذه بما يناسب؛ لأن هذه الأمور قد تضعف الإثارة الجنسية، أو تعدمها، فليتق الله الزوجان، وليتفاعلا حتى يحققا ما لأجله تقابلا.
من الموبايل
http://arb3.maktoob.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق