السلام عليكم ورحمة ﷲ وبركاته
الحياة الزوجية علاقة صلة بين طرفين وفق أسس وضوابط شرعها الشارع الحكيم عز وجل، وهذه العلاقة تنبني على أمور مهمة لا ينبغي إغفالها، أو الابتعاد عنها، ومن أهم هذه الأمور الحوار، فالحوار يأتي في اللغة بمعنى التجاوب، وبمعنى الأخذ والرد في الحديث بين جانبين، والمعني بالحوار في المنزل هما الزوجان؛ كونهما أهم ركائز الأسرة، فالحوار بين الزوجين من خلاله يتم تسيير نظام البيت والأسرة، ويستمر الوفاق بينهما.
الحوار لغةٌ لا بد من وجودها في المنزل، وبالأخص بين الزوجين، وهو لغة لا يجيدها كثير من الناس، بل وللأسف الشديد أن أغلب الأسر تعاني من عدم وجود أرضية للحوار .
ولهذا فإن إغفال أو إغلاق الحوار بين الزوجين يتسبب في هوة كبيرة بينهما، ولهذا ينبغي على الزوجين أن يؤسسا لحوار ناجح وحضاري بينهما وأن يعرفا أبجديات الحوار الهادئ؛ لأنه من أهم عناصر تقوية الصلات والتقارب والتفاعل بين الزوجين؛ لتبادل الأفكار والآراء من أجل بناء أسرة سعيدة .
فعلى الزوج أن يتفهم حاجة الزوجة للكلام، ويستوعب حاجتها بأذن صاغية، ويجب عليه أن يتنازل لزوجته، ولا يتشبث برأيه مبرراً ذلك بأنه رب الأسرة وله القول الأول والأخير، وعلى غيره حق السمع والطاعة، وإن وجد الحل الأنسب لدى زوجته فما يمنعه من الأخذ به؟ فإنه لن يكون أفضل من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، "ذلك أن النبي - ﷺ - في صلح الحديبية لما صالح أهل مكة، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم وفرغ من قضية الكتاب قال لأصحابه: قوموا فانحروا ثم احلقوا، فلم يقم منهم رجل بعد أن قال ذلك ثلاث مرات، فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ أخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فقام -عليه الصلاة و السلام- فخرج فلم يكلم أحداً منهم كلمة فنحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً"[رواه البخاري]، كناية عن سرعة المبادرة في الفعل. وهو من هو، ولكنه كان يأخذ برأي زوجاته ويستشيرهن..
كما ينبغي على الزوجة أن تسلك سبل الحوار في شؤون البيت والأسرة للوصول إلى وئام شامل، ويجب عليها أن تمتثل للرجل، وتستمع له حين يريد الكلام، وتتجاوب معه بإيجابية تامة.
كل ذلك حرصاً على زيادة المحبة والمودة بينهما، الذي سيؤدي بدوره إلى تقارب أكثر فيما بينهما، وحل المشاكل الواقعة بين الطرفين، فيساعد ذلك على تربية الأبناء.
من الموبايل
http://arb3.maktoob.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق